الأربعاء، 4 أكتوبر 2017

وثائقي : أصوات من زمان الرصاص (الحلقة الأولى)

المحامي/القضية. من هو حسن السملالي محامي انوزلا؟ ما علاقته بالنضال وكيف وصل الى ملف انوزلا؟ "كود" تقدم بورتريه للمحامي المثير للجدل اليوم 

نشر في كود يوم 25 - 10 - 2013

من هو حسن السملالي؟ من يكون هذا المحامي المدافع عن مجموعة أونا وتجار المخدرات... إلخ السؤال الذي وضعه رضيع فيسبوكي، حمل سيف الثورة المنكسر على خيبات خطاب اصابه الصدأ وربما كان سببا في هذا التقهقر الذي يعرفه المشهد السياسي برمته... رغم المعلومات التي جمعتها عن الرجل، وأساسا عن علاقته بعلي أنوزلا وما إن كان بالفعل وافدا جديدا ... رغم كل هذا سعيت إلى لقاءه كي أعرفه عن كثب أكثر... وربما كي أدينه بعد أن استمع إليه، أدينه لأنه محامي شركة أونا ومدافع كبير عن تجار المخدرات وصديق إلياس العماري.... ثم أنقل إدانتي هذه إلى أطفال الفايسبوك كي يستطيعوا أن يناموا في هدوء... 
لا يمكنك أن تحرر بورتريه الرجل، لسبب بسيط أنه عليك أن تكتب عن إنسان في بساطته الأولى، ملامح رجل سوسي، ابن السملالي الذي هاجر من جنوب المغرب نحو مدينة القنيطرة بداية العقد الثاني من القرن الماضي، اشتغل ودرس وأصبح تاجرا كبيرا ثم أفلس ومات، ليترك زوجته رفقة ابناءه منها وآخرين من زوجته الأولى التي توفيت قبله.. زوجته هذه، هي أمي فاضمة التي لا يمكننا الحديث عنها هنا لأننا لن نفها حقها... انخرط حسن في الحزب الشيوعي آنذاك وهو ابن الخامس عشرة من عمره، ثم حزب التحرر والاشتراكية لينسحب منه ضمن حركية تأسيس الانوية الأولى للحركة الماركسية اللينينية التي عرفت بمنظمة (ب) ثم تطورت إلى حركة 23 مارس والتي تدرج في مسؤولياتها ليصل إلى عضو قيادتها الوطنية وهو ابن 23 سنة... اعتقل بعد ذلك في 2 نونبر 1974 ضمن ما عرف بمجموعة ابراهام السرفاتي، ليحكم عليه بالسجن لمدة 32 سنة قضى منها 15 سنة ليفرج عنه في نهاية الثمانينات.... دخل السجن وهو حاصل على الإجازة في الاقتصاد وخرج منه وهو حاصل على إجازة أخرى وشهادة الدراسة العليا في القانون...
اشتعل بالمحاماة منذ بداية التسعينات، واستأنف نشاطه السياسي ضمن تجارب عديدة كان أبرزها الفعاليات الديمقراطية التي انخرطت في اول تجربة حزبية لها، حيث انتخب عضوا في اللجنة المركزية للاشتراكي الموحد والذي غادره بعد ذلك ليهتم بالعمل الحقوقي سواء عبر مساهمته في صياغة تقرير الانصاف والمصالحة أو التعاون مع مراكز حقوق الانسان لينتهي به المطاف مديرا لمؤسسة ادريس بنزكري...
في ملف علي أنوزلا، وأنا أنقل إليه تساءل الرضيع الفايسبوكي، يبتسم بتحسر واضح... ما لا يفهمه الآخرون أنني محام، بين يدي ملف موكل وصديق، ملف شائك ومتشعب، ولي مطالب علي أنوزلا، في أن يستعيد حريته... لا تهمني السياسة هنا ولا تهمني الشعارات... علي من طلب مني مؤازرته في محنته هذه، وتاريخ وضعي للإنابة سابق عن تاريخ البلاغ، وما سمي بأعضاء هيأة الدفاع كانوا على علم بوضعي للنيابة عنه... حتى حين صدر البيان أرسلته إلى الاستاذ خالد الجامعي، وأمهلته ساعتين قبل تعميمه على وسائل الإعلام لمعرفة رأيه ... لم يجبني... لأفاجأ كونهم فوجئوا ببلاغ علي أنوزلا... ما يدعيه بوبكر الجامعي غير صحيح، اتصل بي مرة واحدة، حيث قدم نفسه كبوبكر الجامعي، سألني عن سبب حجب الموقع، فأخبرته أنني لست من حجب الموقع، من فعل ذلك هي الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، مهمتي اقتصرت على تبليغ النيابة ببلاغ علي انوزلا مرفوقا بكتاب به مطالب قانونية، وتبليغ الوكالة ببلاغ قصد الاخبار... ما ترتب عن ادائي لمهمتي ليس من مسؤوليتي...
في تتبع مسار القضية يتجلى الخيط الناظم لها ولمنطقها، لاعلاقة لكل هذا بإلياس العماري، أو بالأحرى لا علاقة لحسن السملالي بإلياس العماري غير صداقة تجمعهما، وهي صداقة لا تعيبه وهي أكثر من هذا صداقة تجمع الكثير من هؤلاء الذين يصرخون ثورة زائفة به... في تتبع مسار القضية سيحفظ التاريخ في سجلاته أن حسن السملالي، المحامي المتخصص في القضايا الجبائية، المستعد لفتح مكتبه وملفاته للذين يتهمونه زورا وبهتانا بأنه محام أونا وأباطرة المخدرات، بأنه كان سببا رئيسيا في استعادة الصحفي علي أنوزلا لحريته...
 

****************
فاطنة البويه
مسار بتاء التأنيث
نشر في الصحراء المغربية يوم 04 - 03 - 2010

اعتقلت وسنها لم يتجاوز التاسعة عشر، وحين خرجت من السجن، عادت إليه من خلال الدفاع عن إدماج السجناء بعد انتهاء فترة العقوبة. قصتها تختصر جزءا كبيرا من نضال المرأة المغربية، إنها المعتقلة السياسية السابقة، فاطنة البويه، التي لقبها الحراس في المعتقل باسم «رشيد»، في إشارة معبرة عن العقلية الذكورية، التي لا تستسيغ أن تكون الفتاة مناضلة، وتهتم ب«السياسة».تعرضت فاطنة البويه، وهي في سن المراهقة، للاعتقال والسجن، بسبب نشاطها في حركة «اليسار الجذري» آنذاك، ثم اعتقلت، مجددا، سنة 1974 بالدارالبيضاء، وهي تلميذة بالثانوي، ثم سنة 1977، عند زيارتها لإحدى صديقاتها، فاعتقلت لمدة سبعة أشهر بمعتقل درب مولاي الشريف، بمدينة الدارالبيضاء، تحت اسم «رشيد، رقم 45». 
بعد خروجها من السجن، انصرفت إلى الاهتمام بحقوق الإنسان، خاصة حقوق المرأة، إذ ساهمت في تأسيس «المرصد المغربي للسجون»، سنة 1999، كما كانت فاعلة في إنشاء «ربيع المساواة»، وهي من بين المطالبات بتعديل مدونة الأسرة.
يقول القريبون منها إنها حقوقية، آمنت بمجموع القضايا المؤسسة على ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وعملت على تكوين جمعية تعنى بإدماج السجينات بعد انتهاء فترة العقوبة، وهي تعتبر «الاعتقال الحقيقي هو الحياة ما بعد السجن، لأن صعوبة الإدماج لا توازيها لا لحظات انتظار الحكم، ولا لحظات التأديب، أو الاعتقال السري».
فاطنة البويه الحقوقية، كاتبة أيضا، كتبت أول شهادة نسائية لمعتقلة سياسية في المغرب، وكان أول مؤلف لها هو «حديث العتمة»، أو «امرأة اسمها رشيد»، في النسخة الفرنسية. ويضم الكتاب شهادات عن الاعتقال والسجن، الذي تعرضت له الكاتبة في فترة السبعينيات، لأنها تجرأت، ومجموعة من رفيقاتها، على المطالبة بتغيير الأوضاع السائدة آنذاك.
«ألفت هذا الكتاب داخل عتمة السجن، ومرت 20 سنة قبل أن يخرج إلى الوجود»، تقول البويه، «وكان لقائي مع فاطمة المرنيسي سببا في إخراج الكتاب إلى حيز الوجود. التقينا في ورشة للكتابة حول الثقة بالنفس، وقلت لها إن لدي كتابا، لكن لا أجرؤ على إخراجه إلى الوجود، وكانت بمثابة الوازع على أن يخرج الكتاب بالسرعة المطلوبة، ليمكنني من إعادة الثقة إلى نفسي. وحين صدر الكتاب، اكتشفت أنه لم يعد لي، بل أصبحت التجربة الشخصية مشتركة مع كل الناس، ولم تعد تلك الذكرى الأليمة الكامنة في مكان ما».
بعد ذلك، ألفت البويه، بتعاون مع زوجها، يوسف مداد، كتابا بعنوان «أطلسيات»، نسبة إلى نساء منطقة جبال الأطلس، اللواتي تعتبرهن نموذجا للمرأة المكافحة. ويتحدث الكتاب عن فلاحات، وربات بيوت، وأميات، مارسن العمل السياسي، وتعرضن للتنكيل والقمع. كما لديها إسهامات وكتابات في منابر إعلامية، وأعمال موثقة وأشرطة، تجمع بينها قضية محورية، هي الدفاع عن حقوق الإنسان، وحقوق المرأة، بالأخص. وتشتغل حاليا على جبر الضرر مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان.
وكامرأة، بتاء التأنيث، التي صادرها منها حراس المعتقل، عندما سموها «رشيد»، تحاول البويه أن توفق بين واجبات الزوجة والأم، وبين نشاطاتها المتعددة.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق