الثلاثاء، 18 أبريل 2017

رسالة ساخرة... على شكل رسالة من ملك السعودية الى ملك المغرب

 
رصد المغربية - مقالة رأي اختار كاتبها أن يجعلها على شكل رسالة من ملك السعودية الى ملك المغرب جاء فيها : 
توقيع : سفيان أوعكي
من خادم الحرمين سلمان بن عبد العزيز
إلى أمير المؤمنين محمد بين الحسن السادس
بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على نبيّ الهدى، وبعد؛
إنّي أكتب إلى جلالة الملك محمد السادس، بعد تقييمنا لحال الأمة الإسلامية، وحال المستضعفين في الأرض من شعوبنا. وإنّه والله لوضعٌ محزن ومُخزٍ هذا الذي آلت إليه أمّة جدك رسول الله. إنّنا يا جلالة الملك ندّعي أننا قادة المسلمين في العربيّة السعودية، وأنتم تفعلون الأمر نفسه في المغرب الأقصى، وجميع الملوك والرؤساء العرب يدّعون أنّهم سيكونون سبب خلاص المسلمين. وإنّي أدعوك كما أدعوا أشقائي من العائلات الست بالخليج العربي، ورؤساء العرب إلى الاعتراف بفشلنا الذريع في حفظ ماء وجه شعوبنا أمام العالم. ولتكن لدينا الجرأة لمصارحة شعوبنا المكلومة، المهدورة والمقهورة على أنّ أهدافنا ليس سوى الحفاظ على عروشنا، وكراسي الحكم، وأنّا قبلنا بالعمالة في طرازها الرفيع.
لنبدأ بالوضع المنحط، والواقع البائس لأهلك وأهلنا في المغرب الأقصى يا جلالة الملك!
لقد بلغنا أنّ بلادك التي تفخر بها تعاني ويلات اقتصادية، وأزمات سياسية، ويعيش شعبك في ظروف اجتماعية بائسة، وشعبك الآن كاليتيم في مأدبة اللئام من بطانتك، ومن جنرالات السوء الذين تتوكل عليهم لحفظ سيادة البلد، ومن المفسدين الصغار الذين تستعين بهم لإخفاء فساد الكبار. لكن يا جلالة الملك، اعلم أنّ الظلم والفساد مؤذن بخراب العمران، وسقوط الدول، وتفشي طاعون الفتن بين الشعب الواحد. فانظر يا جلالة الملك إلى مستشفيات بلدك، المستشفيات التي ترفض أنت وبطانتك العلاج فيها، بل ترفضون الدخول إليها، كيف يعاني شعبك من وضعها، وكيف يدخلها الصحيح فيخرج منها سقيما، ويدخلها المريض فيزداد مرضًا. وأنت، وبطانتك، تُقلّك طائراتك الخاصةإلى بلاد أوروبا إثر أيّ وعكة صحيّة خفيفة. إنّ من يُقدم على ذلك من الملوك وأولي الأمر لأَعْجزُ على أن يحكم بيتًا، فكيف بدولة يا جلالة الملك. إنّ من لا يملك في بلاده، وبين شعبه مستشفى يطمئن لخدماته، وطبيبا يثق بكفاءته لا يستحقّ أن يكون قائدا على اثنين، فكيف بشعب. وأنظر يا جلالة الملك، أنت وبطانتك، يسري عليك هذا الأمر ذاته.
يا جلالة الملك، إنّك تُخصّص لأبنائك مدرسة تدعونها بالمولوية، يأتيها كبار المؤدبين من جميع الأمصار، تريد أن يتعلّم أبناؤك أحسن الفنون، وأفضل العلوم، وعدد لا بأس به من ألسنة العالم، لكنّك تتجاهل تقارير مؤسساتك، التي تعلم أنها فاسدة، وهيَ تقول إنّ حوالي نصف أطفال بلدك غير قابلين للتعلم، وإنّه لعمري ظلم ما بعده ظلم. أليس الله الذي خلق الانسان في أحسن تقويم، أليس عقل نجلك الذي يستوعب العلوم في مدرستكم المولوية، هو نفسه العقل الذي لدى هؤلاء الأطفال. تذكّر يا جلالة الملك أنّ عمرا رضي الله عنه جلد ابنه لمّا انتهك حرمات الله، ولم يؤثِره على الناس، فأطاعه الناس، ورضي به الله خليلا له في الفردوس.
يا جلالة الملك، لقد كان عمرٌ رضي الله عنه يجوع قبل أن يجوع الناس، وأنت وبطانتك يجوع الناس لتشبعوا، ويأتيك الطعام والشراب من بلاد الكفر، ويوضع على مائدتك ما يكفي لإطعام أهل قرية لأيّام متواليات، ألهذا وُليتَ أمرهم. وتستحوذ على الزراعة وما يفيئمنها، وعلى التجارة ومغانمها، حتى تُحكم قبضتك على الجميع. يا جلالة الملك، تذكّر أنّك مهما جمعت سيكون مصيرك ومصيري التراب، ودعني أخبرك بطريفة في ضريح والدك الحسن بن يوسف، إنّ الناس من الدهماء يدخلون ضريحه لالتقاط الصور، ورؤية الزخرف، ولا أظنّ بينهم داعيًا له بالمغفرة والرحمة. يا جلالة الملك إنّ العامّة يمدحونك الآن رغبةً ورهبةً، طمعا فيما عندك، أو خوفا من زبانيَتك وشُرَطِك. لكن تذكّر قول الناس ذواتهم "وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا رَبَّنَا فَآتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ العَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا". واعلم أنّنا معشرَ الملوك بهذا في سكرتنا نعمَهُ.
واعلم رحمك الله، أنّنا نسارع إلى شراء السلاح من وحوش الأرض، ولا يمكننا استعماله حتى للدفاع عن أنفسنا إلا بإذنهم، ويجعلوننا نبايع نتنياهو تارة، وبيريز تارة، وإيهود باراك طورا آخر، وهم عند علماء السوء عندنا من المغضوب عليهم، فلمَ يسكتون على هذا المنكر والظلم، وعلى تواطئنا مع إسرائيل في استباحة مسرى النبيّ؟كما أنّ هؤلاء الوحوش يسرقون ثرواتنا لأنّهم يعلمون أن لا شرعية ولا مشروعيّة لنا عند الله وعند عباده. قد ورثنا حكما ليس لنا، ومالًا ليس في مِلكنا، وسلطةً وهبنَا إيّاها علماء السوء الذين يتهافتون على الدنيا، وحمَتنا شُرَطٌ وجيوشٌ لا تقوى إلا على العزّل من شعوبنا، ولا تملك في رصيدها سوى منورات ورقصات وشطحات هي أقرب للتهريج منها للحرب.
يا جلالة الملك، من حسنا حظّنا أنّ المسارعة إلى التوبة، وإعلان الخطأ لله قبل عباده قد يجبُّ ما ألحقناه بأمّة رسول الله من هوان، فإليك بعض الخطط التي أرى أن نُقدمَ عليها في الأيّام القادمات؛
أولا؛ يجب أن نعمل على أن تعرف شعوبنا أننا السبب في هوانها، وإن لم نتحمّل المسؤولية كاملة في هذا الهوان، فالنصيب الأوفر لنا.
ثانيا؛ يجب أن نُخبر شعوبنا بأنّ علماء السوء، ممن يدّعون حبّ الله ورسوله هم من برّروا، وسوّغوا كلّ أعمالنا، فالتّبرّؤ منهم لا مناص منه. واعلم أنّ العلماء الحقيقيون، علماء الدين والدنيا في السجون أو في بلاد أمريكا وأروبا، ألسنا يا جلالة الملك طاردين لأنعم الله في العلم والعلماء.
ثالثا؛ يجب أن نعيد كل أموال الشعوب في بنوك أوروبا وأمريكا إلى أهلها، فإنّها ستكون علينا حسرة إن لم نفعل. ولتكن هذه الأموال بداية إصلاح نقودها أو يقوده غيرنا.
رابعا؛ إنّك تعلم، يا جلالة الملك، أنّه ليس بعد الرجوع إلى الحقّ سوى الصلاح والإصلاح، وليس بعد الباطل إل الفساد والافساد، وأنظر إلى ما فعله حاكم بلاد ماليزيا ببلده، لقد نقله من بلد متسوّل إلى مصاف البلاد التي لها شأن بين الأمم.
خامسا؛ إنّي أدعوك إلى العمل على توحيد الجهد للتخلص من التبعيّة للخارج، وتوحيد البلاد تحت راية واحدة.
سادسا؛ إنّك تعلم أنّ دول أوروبا وأمريكا يجعلوننا تابعين لهم، وخاضعين لأوامرهم ليؤمنّوا لنا الحفاظ على عروشنا، ولتعلم أنّي عازم على التخلص من هذا العبء، فإن لم أستطع جعل بلاد الحرمين مركزا للعودة إلى القيادة النبوية فإنّي لن أسعَ إلى طلب الحماية، فليقم غيري ممن له القدرة على ذلك باستعادة نخوتنا، وكرامتنا، وعزّنا، ووفاءنا بعهد الله ورسوله.
يا جلالة الملك،
إنّك تدري أنّ العودة إلى قيادة الأمم يقتضي منّا التخلص من حب الملك، والعمل بجدّ والتضحيّة بالمال والأهل والنفس، وإنّه لشرف كبير لنا ولأمّتنا أن نكون من طلائع العودة إلى مجد الأمة العربيّة الإسلامية، بجميع لغاتها، وتقاليدها، وثقافاتها، نَدعوا لله مخلصين له الدعوة والدين. وإني أنتظر ردّكم على كتابي.
الملك سلمان بن عبد العزيز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق