الأحد، 9 أبريل 2017

رحيل المناضل الاتحادي احمد خيار

توفي هذا الصباح بقسم الإنعاش بمستشفى ابن طفيل بمراكش المناضل الاتحادي الفذ أحمد خيار. و قد ذاق هذا المناضل الكبير مرارة الاختطاف و الاعتقال و التعذيب حيث اعتقل عل خلفية محاولة اغتيال الخائن المسمى المناضي الذي تسبب في الاعتقالات التي طالت أزيد من 192 مناضلا اتحاديا خلال سنوات 69 و70 و 71 من القرن الماضي و من بينهم الحبيب الفرقاني و عبدالرحمان شوجار و أحمد بن منصور و عبدالله المانوزي و علي بشر و محماد رشاد و غيرهم حيث تم تقديمهم إلى المحاكمة المشهورة المسماة محاكمة مراكش الكبرى سنة 1971 التي أصدرت عدة أحكام بالإعدام و بالسجن اللامحدود و بعشرات السنين.
المناضل أحمد خيار حكمت عليه المحكمة العسكرية بالقنيطرة بالإعدام حيث ظل ينتظر تنفيذ الحكم لأزيد من عشرين سنة بحي الإعدام بالسجن المركزي بالقنيطرة و هنا تعرفت عليه في هذا السجن حين كنت معتقلا حيث قمت بزيارته بمصلحة السجن و هو مكبل اليدين و على فراش المرض.
الأخ المناضل أحمد خيار عانى من مخلفات الاعتقال و التعذيب مدة طويلة إلى أن وافته المنية هذا الصباح. عزائنا واحد و لأسرته الصبر و السلوان..
توفي هذا الصباح بقسم الإنعاش بمستشفى ابن طفيل بمراكش المناضل الاتحادي الفذ أحمد خيار. و قد ذاق هذا المناضل الكبير مرارة الاختطاف و الاعتقال و التعذيب حيث اعتقل عل خلفية محاولة اغتيال الخائن المسمى المناضي الذي تسبب في الاعتقالات التي طالت أزيد من 192 مناضلا اتحاديا خلال سنوات 69 و70 و 71 من القرن الماضي و من بينهم الحبيب الفرقاني و عبدالرحمان شوجار و أحمد بن منصور و عبدالله المانوزي و علي بشر و محماد رشاد و غيرهم حيث تم تقديمهم إلى المحاكمة المشهورة المسماة محاكمة مراكش الكبرى سنة 1971 التي أصدرت عدة أحكام بالإعدام و بالسجن اللامحدود و بعشرات السنين.
المناضل أحمد خيار حكمت عليه المحكمة العسكرية بالقنيطرة بالإعدام حيث ظل ينتظر تنفيذ الحكم لأزيد من عشرين سنة بحي الإعدام بالسجن المركزي بالقنيطرة و هنا تعرفت عليه في هذا السجن حين كنت معتقلا حيث قمت بزيارته بمصلحة السجن و هو مكبل اليدين و على فراش المرض.
الأخ المناضل أحمد خيار عانى من مخلفات الاعتقال و التعذيب مدة طويلة إلى أن وافته المنية هذا الصباح. عزائنا واحد و لأسرته الصبر و السلوان..

.................... 





بخصال أحمد خيار وبأخلاقه الوفية العالية، وبصموده داخل السجن المركزي بالقنيطرة، هو الذي كان يقضي حكما بالإعدام، فخرج من السجن بعد 23 سنة من حياته داخل الزنازن المظلمة ، فاختار هذا المناضل القادم من أيت ورير بالجنوب المغربي، العيش بمدينة القنيطرة ما تبقى من حياته رغم أنه قضى بها مسجونا خيرة أيام شبابه. ولم يفت اتحاديي القنيطرة تسجيل افتخارهم بالسي أحمد خيار الذي رغم سنه المتقدمة لم يتخلف يوما عن الحزب، فهو دائم الزيارة للمقر و يحضر جميع الأنشطة الحزبية، ويواظب على حضور احتفالات فاتح ماي إلى جانب الفدرالية الديمقراطية للشغل .
وفي شهادته عن معاناة الحاج أحمد خيار في السجن، تحدث المناضل مصطفى أنفلوس عن الرعب الذي كان يعيشه سجناء حي الإعدام والتنكيل الذي تعرض له السي أحمد، وذكر بالإضراب عن الطعام الذي فاق 45 يوما والذي كان أحد مطالبه إخراج السي احمد من العزلة ووضعه مع المعتقلين السياسيين اليساريين، فتحدث أنفلوس عن مقر الاتحاد الاشتراكي بالقنيطرة، فذكر أنه لم تطأ قدماه هذا المقر منذ 43 سنة وأنه لا يزال يذكر أنه في ذلك الوقت كان من الصعب ملامسة جدرانه نتيجة للطوق البوليسي المضروب عليه، فهذا المقر يقول المناضل أنفلوس: «أنجب العديد من المناضلين الأقوياء الذين يتشرف بهم هذا البلد وهم الذين صنعوا لنا الحرية، وصنعوا لنا ما نحن نناضل من أجله».
و لم يفت منسق القطاع الطلابي الاتحادي أن يشكر في كلمته كل الأساتذة الشرفاء في جامعة ابن طفيل والممرضين في مستشفى الإدريسي الذين يسارعون إلى تقديم الإسعافات الضرورية للطلبة كلما كانت هناك تدخلات أمنية عنيفة في حقهم، وكانت هذه المناسبة لكي يجدد الطلبة الاتحاديون الاعتزاز بالانتماء إلى الحزب.
و لم تخل الكلمات من التذكير بالشخصيات الاتحادية المناضلة التي حفرت أسماءها في الذاكرة الاتحادية بمدينة القنيطرة كالحاج موح (أبو اليساريين) وجواد العراقي وحلمي العلوي وغيرهم...

..................
 
المناضل الكبير أحمد خيار يغادرنا.
ولقد صرح أحمد خيار خلال محاكمة 1973، أمام المحكمة بعد ذلك، قائلا: "لقد كان في استطاعتي تصويب طلقات قاتلة لإبراهيم المناضي لو أردت قتله على الفور. بدليل أن خزان مسدسي كان لا يزال مليئاً، ثم لأنني اضطررت لإطلاق طلقتين على رأس كلب فصرعته على الفور لأنه كان يتعقبني وينبح خلفي.. فأيهما كان أصعب في الإصابة القاتلة؟ الإنسان.. أم الكلب؟ لقد مات المنّاضي أيها السادة لأنكم لم تسعفوه على مدى يوم كامل.. أما أنا فلم أقم سوى بتأديبه وفق تعليمات قادتي لأنه تسبب في اعتقال المئات من المناضلين.. إلخ"..
نعم.. كِلا الرجلين.. خيار أو المناضي كانا من رفاقنا الاتحاديين الأوائل، وجمعتنا دورات مشتركة للتكوين الحزبي في صيف 1966؛ ولكن رفيقنا المغدور المناضي كان يتحين الفرص للإيقاع بنا جميعا، إلى درجة أنه قضى شهر رمضان لعام 1969 ضيفاً على أستاذنا محمد الحبيب الفرقاني.. يأكل ويشرب مع أفراد عائلته تحت رعاية زوجته للاّ رقية أوعمو.. حتى قبيل يوم واحد من اعتقاله!!؟ بحيث ظل يطلب من السلطة تقديمه إلى الملك الحسن الثاني للإبلاغ عن مؤامرة خطيرة لقلب نظام الحكم في البلاد.
جدير بالإشارة هنا أن دفاعه ركز، خلال محاكمته، على العناصر التالية:
1ـ إن اعتقال وتعذيب المئات من رفاقه طيلة سنتين وتشريد عائلاتهم كان نتيجة للدور الخطير الذي قام به المناضي في المتابعة ثم المحاكمة، وإن عمل أحمد خيار لا يمكن أن يُفهم إلا أنه انفجار لثورة نفسية ضد شخص خائن لمنظمته، وقام بالإخبار عن تنظيماتها، بحيث كان ذلك داخلاً في إطار القمع السافر للحريات العامة.
2ـ طالب دفاعه بتطبيق الفصل 403 من القانون الجنائي المتعلق بالضرب والجرح مع الترصد وسبق الإصرار المؤدي إلى الموت.. كما طالب بتمتيع المتهم (خيار) بظروف التخفيف؛ وذلك اعتباراً لـ :
أـ أن الأمر يتعلق بمقاوم شارك في تحرير بلاده، ولا سوابق عدلية له.
ب ـ أن السيد خيار، بالرغم من حصوله على بطاقة مقاوم لم يطلب أي جزاء مادي، ولم يسع إلى الحصول على أي امتياز كيفما كان نوعه !
ج ـ إن العملية التي قام بها لا تُعَد من الجرائم الموبوءة، وإنما يجب اعتبارها من تلك الجرائم ذات الصبغة السياسية، وبأن عمله ناتج عن سياسة القمع وخرق الحريات العامة آنذاك.
وبعد قضاء ثلاثين سنة من الاعتقال، تشكلت في أوروبا لجنة حقوقية للمطالبة بإطلاق سراحه؛ ... ومع ذلك لم يكتف أصحاب القرار بتخفيض عقوبته من الإعدام إلى السجن المؤبد.. بل جعلوه ينام ليلته في جناح الإعدام.. لينام الليلة التالية في جناح السجن المؤبد.. من باب تحقيق المزيد من الترويع الجسدي والنفسي والعقلي.
محمد لومة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق