الأحد، 18 ديسمبر 2016

عائلة ورفاق احمد فصاص نظموا لقاءا تأبينيا يوم السبت 17 دجنبر 2016 بسلا


    رحل المعتقل السياسي السابق "أحمد فصاص"، و يعتبر الفقيد من قدماء حزب التحرر و الاشتراكية- الحزب الشيوعي- سابقا، و قد انسحب من الحزب مع العشرات من المناضلين الذين شكلوا منظمة "الى الأمام" الماركسية اللينينية ، 30 غشت 1970.
    وكان الفقيد"أحمد فصاص" استاذ لمادة الفلسفة قبل اعتقاله ضمن مجموعة 173 التي اصدر في حقهم احكام قاسية و قضى محكوميته بالسجن المركزي بالقنيطرة  ليطلق سراحه في و محاكمات يشهد له رفاقه الذين عرفوه طوال حياته داخل السجن و خارجه بانسانيته، وتواضعه، قيمه العالية، و لم يسبق للفقيد أن أخطأ في أحد رفاقه حتى في الاوقات التي احتد فيها النقاش داخل السجن حول "ما العمل؟"، كان الفقيد يحترم مختلف وجهات نظر، بعيدا كل البعد عن البوليميك العقيم.
    و بالمناسبة تنوجه بتعازينا الحارة لعائلته الصغيرة، و لعائلته الكبيرة المكونة من المئات من المعتقلين السياسيين السابقين.
    شكرا للرفيق مويس ابراهيم على هذه المساهمة، و شكرا للرفيق الصديق الحرش الذي عممها.

    مراسلة: على فقير

    وداعا مولاي أحمد الفصّاص،
    وداعا أيّها الفيلسوف الهادئ
    .. ! والإنسان الصّامت

    تقاعدك في أواخرمحطّاتك الكفاحيّة، حتّم عليك الإنزواء ومراقبة غوغـاء المدن التي استسلمت للمديـح وللعبث والدوس على جـلٌ القيم الإنسانية التي طالما كافحت من أجلها؛وهي التي قد سكنت روحك الطاهرة منذ بداية شبابك؛ بل كنت مصـرٌا دوما على تبليغها بكلٌ أمـانة إلى كلٌ من حواليك من أطياف فئات الشّعب، خاصٌة طلاّب العلم الذين كانوا يكنٌون لك كلٌ المحبة والتقديروالإحترام...

    فقدانك يا أحمد كان صامتا لكنه مؤنّـبا ومؤلما!؟ فلوعـة فراقك، وآلتحاقك بقافـلة كلٌ الرٌفاق الذين تركوننا مثل الغربـاء..؛أكيـد،ٱثارها لن تنمحي !

    فبالأمس،عبّرت أختك عن هذه الفاجعـة المشتركة، بمـرارة حين قالت لي " كان رفيقكم أحمد، حنونا صادقا،طيبا ومتواضعا،يحلم بالزّمن الجميل بكل صمت بعدما أنهكـه المرض!؟ "
    نعـم،إنّـه ذاك الصّمت الرّهيب الذي يتقاسمه شّرفـاء هذا البلـد وهم يعلمون أنّ كبدهم يحترق من أجل كسب رهان العيش الكريم...
    وداعا يا رفيقي أحمـد، بعد أن كنت ،منذ سنين وفي بداية كلّ صيف،تضرب معي موعدا ؛تعوّد ُت من خلاله تسليمك شهادة سياحية تعطيك صلاحية الحصول على التأشيرة للخروج لشمّ هواء غرناطة، وللبحث عن أيّام زمان الأندلس...كنت أعرف أنك تعشق كذلك الغور في التاريخ وكأني بك تريد أن تسافربعيدا،وبعيدا لترتاح قليلا ،هروبا من بيئة خانقة لم تفتح لك ذراعيها، فقط لأن آمالك وأحلامك كانت تسبق زمن التخادل والنّفاق والوصولـية..!؟ 
    كنت أيها الغالي،في كلّ مرّة تعود من جولتك من بلاد العجم؛ تهاتفني وتصرّ على تسطيرموعد معي لتحكي لي عن جمال الرّحلة، وعن طيبوبة وأخلاق
    " الكافر" في الضفّـة الأخـرى..!
    لقاؤك كان دوما ممتعا وهادفا يوحي إليّ وكأنك تريد مكافأتي بردّ الجميل لخدمة كنت،على العكس، أجد فيها بدوري متعة الواجب الذي أقوم به؛ خاصة تجاه من تقاسم معي درب الحريّة ،حيث كنت من القلائل الذين تألّموا في الخفاء ،بل أخفيت دموعي أحيانا كلّما خرجت من منزلك الصغيرالذي تقطنه في حيّ شعبي، وسط ساكنة تكدح فقط من أجل رغيفها اليومي
    ... ظروف عيشك هاته،أيها العزيز، جعلتني أفهم حينها تلاعيب وأوهام ما يسمّى بهيأة "الإنصاف والمصالحة"...فكم من ضحيّة صامتة قد ضاعت آمالها؟عبر آلياتهم المسخرة...ليفرض الصّمت كالعادة !؟!
    بيتك كان بدوره صامتا ،خشنا، مظلما، يذكرني بزنزانتك التي كنت تسهرعلى تنظيفها تحدّيا في وجـه من سلبوك حقٌ نشـرالمعرفة وسط أبناء هذا الوطن 
    المقهور...بل فاجأت رفاقك،أيّام الحصار، بتحدّي أجمل حينما صنعت لنا من لاشيء؛ قناديل رائعة أضاءت لنا ظلمات المكان وأدفأت لنا طعامنا البارد...
    كيف يمكن نسيانك ؟ وفي هذا الصيف القريب ٬وكالعادة، افترقنا على أمل اللقاء بعد عودتك من جنوب الإسبـان،وهذه المرة لتحمل لي أرقام وعناوين شركاء جدد سبق لهم أن عبّروا لك عن رغبتهم في ربط علاقة شراكة مع وكالـة سياحية بالمغرب!؟...
    عانقتني وذهبت منشرحا وكأنك تريد تسديد هذه الخدمة لي في أقرب الآجال؟! كنت دوما تبدوا لي وحيدا،تسافرفي صمت،وتعود لتنغمس في طيّات كتبك من جديد وكأنك تبحث عن أسرارما ؟ فلماذا خالفت معي الموعد؟
    تأكد لنا في الأخير ؛أنّ المرض كان معك في الموعد ليختطفك منّا قبل استئذان الأحبـاب..! فلتنام ،أيّها الرّفيق،مرتاحا،وتأكّـد أنّ ابتسامتك لن تفارق من عاشرك عن قرب...
    مع أحرّالتعازي وأصدق المواساة لأسرة الفقيد.وعزاؤنا واحد؛ وليس لنا في هذا المصاب إلاّ الصّبر والسلوان.
    ابراهيم مويـس٠
    القنيطرة ـ فاتح نوفمبر2016
    ............

































































    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق