الجمعة، 11 نوفمبر 2016

رفيق آخر يودعنا. الفقيد أحمد فصاص

المغرب
علمت بوفاة الشريف احمد فصاص المعتقل السياسي السابق ، في سجون الاوتوقراطية المغربية ، سنوات سبعينات و ثمانينات القرن الماضي .
شريفنا المرتقي من احد مؤسسي منظمة " الى الامام " احد فصائل الحركة الماركسية اللينينية المغربية ..
شريفنا من رفاق الشهيد عبداللطيف زروال ( المرتقي تحت التعذيب ) و الشهيدة سعيدة المنبهي ( المرتقية في اضراب عن الطعام ) و معهما و الى جانبهما من رفاق النضال الوطني و القومي و الاممي .
انحني امامك رفيقي و عهد بمواصلة نضال التحرر و الديمقراطية و التقدم الاجتماعي .
عبدالهادي بنصغير
....................
 Mouad Eljohri تعرفت على الفقيد سنة 1992 بعد خروجه من السجن المركزي وكنت اجالسه مرارا في احدى المقاهي بالرباط.
كان انسانا خلوقا ومثقفا يحب المناقشة خاصة الجوانب المتعلقة بالفلسفة.فهو نفسه كان استاذا لمادة الفلسفة بسلا. كان يتجنب عموما الحديث عن تجربته السياسية واﻻعتقا
ل كمناضل وعضو سابق في متظمة الى اﻷمام وان كان يفتح لي قلبه من حين ﻵخر. كان يحمل فكرا تقدميا بكل تاكيد.احمل في قلبي معزة واحتراما كبيرا له واتاسف اني لم اراه قبيل رحيله. فلترقد روحك صديقي ورفيقي بسلام.
معاد الجحري

............. 

Mohammed Errahoui رحم الله فقيدنا. لقد تشرفت بمعرفته والعمل معه سنة ١٩٧٣ بالرباط ثم سنة ١٩٧٤ بفاس، قبل أن تفصل بيننا الاعتقالات لنلتقي ثانية بعد الإفراج عن كل منا تباعا، هو من السجن المركزي بالقنيطرة وأنا من مدفن قلعة مكونة. لكن الاتصال ما لبث أن انقطع من جديد ولم أتوصل بأي خبر عنه قبل أن يتناهى إلى علمي النبأ المفجع الذي يفيد رحيله المحزن. لكن لا علم لي بتاريخ رحيله. فمتى توفي؟

رفيق آخر يودعنا.
الفقيد أحمد فصاص من قدماء حزب التحرر و الاشتراكية- الحزب الشيوعي- سابقا، انسحب من الحزب مع العشرات من المناضلين الذين شكلوا منظمة "الى الأمام" الماركسية اللينينية ، 30 غشت 1970.
الفقيد معروف داخل الحزب، داخل منظمة "الى الأمام"، داخل السجن، بعد السجن بانسانيته، بتواضعه، بقيمه العالية. حسب علمي، لم يسبق للفقيد أن أخطأ في أحد رفاقه. و حتى عندما احتد النقاش داخل السجن حول "ما العمل؟"، كان الفقيد يحترم مختلف وجهات نظر، بعيدا كل البعد عن البوليميك العقيم.
تعازي الحارة لعائلته الصغيرة، و لعائلته الكبيرة المكونة من المئات من المعتقلين السياسيين السابقين,
شكرا للرفيق مويس ابراهيم على هذه المساهمة، و شكرا للرفيق الصديق الحرش الذي عممها.
على فقير
*****************
وداعا مولاي أحمد الفصّاص،
وداعا أيّها الفيلسوف الهادئ
.. ! والإنسان الصّامت
تقاعدك في أواخرمحطّاتك الكفاحيّة، حتّم عليك الإنزواء ومراقبة غوغـاء المدن التي استسلمت للمديـح وللعبث والدوس على جـلٌ القيم الإنسانية التي طالما كافحت من أجلها؛وهي التي قد سكنت روحك الطاهرة منذ بداية شبابك؛ بل كنت مصـرٌا دوما على تبليغها بكلٌ أمـانة إلى كلٌ من حواليك من أطياف فئات الشّعب، خاصٌة طلاّب العلم الذين كانوا يكنٌون لك كلٌ المحبة والتقديروالإحترام...
فقدانك يا أحمد كان صامتا لكنه مؤنّـبا ومؤلما!؟ فلوعـة فراقك، وآلتحاقك بقافـلة كلٌ الرٌفاق الذين تركوننا مثل الغربـاء..؛أكيـد،ٱثارها لن تنمحي !
فبالأمس،عبّرت أختك عن هذه الفاجعـة المشتركة، بمـرارة حين قالت لي " كان رفيقكم أحمد، حنونا صادقا،طيبا ومتواضعا،يحلم بالزّمن الجميل بكل صمت بعدما أنهكـه المرض!؟ "
نعـم،إنّـه ذاك الصّمت الرّهيب الذي يتقاسمه شّرفـاء هذا البلـد وهم يعلمون أنّ كبدهم يحترق من أجل كسب رهان العيش الكريم...
وداعا يا رفيقي أحمـد، بعد أن كنت ،منذ سنين وفي بداية كلّ صيف،تضرب معي موعدا ؛تعوّد ُت من خلاله تسليمك شهادة سياحية تعطيك صلاحية الحصول على التأشيرة للخروج لشمّ هواء غرناطة، وللبحث عن أيّام زمان الأندلس...كنت أعرف أنك تعشق كذلك الغور في التاريخ وكأني بك تريد أن تسافربعيدا،وبعيدا لترتاح قليلا ،هروبا من بيئة خانقة لم تفتح لك ذراعيها، فقط لأن آمالك وأحلامك كانت تسبق زمن التخادل والنّفاق والوصولـية..!؟
كنت أيها الغالي،في كلّ مرّة تعود من جولتك من بلاد العجم؛ تهاتفني وتصرّ على تسطيرموعد معي لتحكي لي عن جمال الرّحلة، وعن طيبوبة وأخلاق
" الكافر" في الضفّـة الأخـرى..!
لقاؤك كان دوما ممتعا وهادفا يوحي إليّ وكأنك تريد مكافأتي بردّ الجميل لخدمة كنت،على العكس، أجد فيها بدوري متعة الواجب الذي أقوم به؛ خاصة تجاه من تقاسم معي درب الحريّة ،حيث كنت من القلائل الذين تألّموا في الخفاء ،بل أخفيت دموعي أحيانا كلّما خرجت من منزلك الصغيرالذي تقطنه في حيّ شعبي، وسط ساكنة تكدح فقط من أجل رغيفها اليومي
... ظروف عيشك هاته،أيها العزيز، جعلتني أفهم حينها تلاعيب وأوهام ما يسمّى بهيأة "الإنصاف والمصالحة"...فكم من ضحيّة صامتة قد ضاعت آمالها؟عبر آلياتهم المسخرة...ليفرض الصّمت كالعادة !؟!
بيتك كان بدوره صامتا ،خشنا، مظلما، يذكرني بزنزانتك التي كنت تسهرعلى تنظيفها تحدّيا في وجـه من سلبوك حقٌ نشـرالمعرفة وسط أبناء هذا الوطن
المقهور...بل فاجأت رفاقك،أيّام الحصار، بتحدّي أجمل حينما صنعت لنا من لاشيء؛ قناديل رائعة أضاءت لنا ظلمات المكان وأدفأت لنا طعامنا البارد...
كيف يمكن نسيانك ؟ وفي هذا الصيف القريب ٬وكالعادة، افترقنا على أمل اللقاء بعد عودتك من جنوب الإسبـان،وهذه المرة لتحمل لي أرقام وعناوين شركاء جدد سبق لهم أن عبّروا لك عن رغبتهم في ربط علاقة شراكة مع وكالـة سياحية بالمغرب!؟...
عانقتني وذهبت منشرحا وكأنك تريد تسديد هذه الخدمة لي في أقرب الآجال؟! كنت دوما تبدوا لي وحيدا،تسافرفي صمت،وتعود لتنغمس في طيّات كتبك من جديد وكأنك تبحث عن أسرارما ؟ فلماذا خالفت معي الموعد؟
تأكد لنا في الأخير ؛أنّ المرض كان معك في الموعد ليختطفك منّا قبل استئذان الأحبـاب..! فلتنام ،أيّها الرّفيق،مرتاحا،وتأكّـد أنّ ابتسامتك لن تفارق من عاشرك عن قرب...
مع أحرّالتعازي وأصدق المواساة لأسرة الفقيد.وعزاؤنا واحد؛ وليس لنا في هذا المصاب إلاّ الصّبر والسلوان.
ابراهيم مويـس٠
القنيطرة ـ فاتح نوفمبر 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق