على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسيّةٍ
علنيّةٍ بين الدولتين، فاجأ الوزير الإسرائيليّ، زئيف إلكين، وهو من صقور
حزب “اليكود” الحاكم بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، متابعيه على
موقع التواصل (تويتر)، بعد أنْ غرد مُرفقًا صورة له على رأس وفد إسرائيليّ
يزور المغرب للمشاركة في قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة في مراكش.
وشدّدّ الوزير، وهو وزير حماية البيئة في إسرائيل، على أنّ زيارته هي أول
زيارة لسياسيّ إسرائيليّ منذ عام 2003.
وتستنكر نشطاء مغاربة متعاطفون مع القضية
الفلسطينية، رفع العلم الإسرائيليّ في مدينة مراكش تزامنًا مع انطلاق قمة
المناخ “كوب 22″، معتبرين ذلك إهانة للمغاربة وإساءة لتاريخ المملكة.
وأثارت مشاركة إسرائيل في الدورة 22 لمؤتمر
الأطراف الموقعة على الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات
المناخية “كوب 22″، التي بدأت في السابع من شهر تشرين الثاني (نوفمبر)
الجاري، وستنتهي يوم بعد غدٍ الجمعة، أثارت في مراكش احتجاجات واسعة في
صفوف المغاربة المناهضين للتطبيع مع إسرائيل.
وقالت “مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين”،
المكونة من مختلف الأطياف السياسية المغربية إنّ رفع العلم الإسرائيليّ في
سماء مدينة مراكش استفزاز للشعب المغربي في عقر داره وفوق ترابه الوطنيّ،
على حدّ قول بيانها.
يُشار إلى أنّ الوزير الإسرائيليّ، وهو
مُستوطن في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة منذ عدوان العام 1967، شدّدّ على
أنّه تمّ التوقيع في المؤتمر المذكور على اتفاق باريس 2015، الذي يُقرّ
بأنّ مسؤولية التصدي لتحدّي تغيّر المناخ هي مسؤولية مشتركة بين الدول،
ولكنّها تتفاوت بحسب قدرات كل دولة واختلاف السياق الوطني لكل واحدة منها.
بالإضافة إلى ذلك، يُراعي الاتفاق بوجهٍ خاصٍّ
مستوى التنمية والاحتياجات الخاصة للبلدان الأضعف. فبالإضافة إلى
الالتزامات الماليّة للبلدان الصناعية، يتعيّن على هذه البلدان تيسير نقل
التكنولوجيا، وعمومًا التكيّف مع الاقتصاد المنزوع الكربون.
أمّا في مجال الوضوح، ينشئ الاتفاق نظامًا
لمتابعة تنفيذ الالتزامات الوطنيّة، يتسّم بقدر من المرونة فيما يخُصّ
البلدان النامية، من أجل متابعة تنفيذ الجهود التي تبذلها الأطراف.
كما التزمت الأطراف في الاتفاق بالوصول إلى
ذروة انبعاث غازات الدفيئة على المستوى العالمي في أقرب وقت لكي يتسّنى
تحقيق التوازن بين الانبعاثات والتعويض عنها في النصف الثاني من القرن. كما
التزمت الدول بزيادة جهودها فيما يخص التخفيف وخفض انبعاثات غازات
الدفيئة.
وبحسب موقع الأمم المُتحدّة بالعربيّة، فقد
التزمت الدول المائة والخمس والتسعون الأطراف في المفاوضات برسم
استراتيجيات إنمائية لا تتسبب إلّا في انبعاثات طفيفة من غازات الدفيئة في
الأجل الطويل. كما أنّ هذه هي أول مرة يُبرم فيها اتفاق عالميّ في مجال
مكافحة تغيّر المناخ.
ونقلت الإذاعة الإسرائيليّة الرسميّة باللغة
العبريّة عن مسؤولٍ مغربيٍّ رفيع المُستوى تطرق إلى الزيارة، قوله إنّ
زيارة الوزير الإسرائيليّ لا تعني توطيد العلاقات أوْ سخونتها بين البلدين،
مُشدّدًا على أنّها تمّت على ضوء الدعوة التي تلقاها الوزير من منظمة
الأمم المتحدة، بحسب تعبيره.
جديرٌ بالذكر، أنّ القائد السابق في جهاز
الاستخبارات الخارجيّة الإسرائيليّة (الموساد) والمحلل السياسيّ، يوسي
الفر، أصدر كتابًا تحت عنوان “عقيدة الأطراف”، تضمّن معلومات عن كيفية
اختراق إسرائيل للدول العربيّة والإسلاميّة.
ووصف العلاقات مع المغرب بأنّها كانت الانجاز
الأكبر لأنّه فتح الباب على مصراعيه لاختراق الدول العربيّة. ويُشار إلى
أنّ مؤلّف الكتاب تبوأ بعد أنْ تقاعد من الموساد عدّة مناصب أمنيّة، لم
يكشف النقاب عنها، كما أنّه ترأس عدّة مراكز أبحاث إستراتيجيّة تابعة
للدولة العبريّة.
وشدّد القائد السابق في الموساد على أنّ
العلاقات السريّة بين إسرائيل والمغرب كانت وما زالت مميّزة في الاستمرارية
وفي الحجم، حيث أنّ المغرب بصفتها دولة عربيّة فتحت الباب على مصراعيه
أمام الدولة العبريّة لتدخل العالم العربيّ، حيث تمكّن من خلال هذه العلاقة
من فهم الديناميكيّة التي تميّز العالم العربيّ، مشيرًا إلى أنّ قيام
إسرائيل باستجلاب مئات ألآلاف من اليهود المغاربة كانت خطوة غير مسبوقة،
بحيث عبدّت الطريق أمام تطوّر العلاقات الاستخباريّة العميقة جدًا بين
المغرب وإسرائيل، على حدّ وصفه.
ومن الأهمية بمكان التذكير بأنّ وفدًا
إعلاميًا من المغرب، زار إسرائيل قبل أسبوعين، بدعوةٍ من وزارة الخارجيّة
الإسرائيليّة، ولم يُكشف عن أسماء الصحافيين والصحافيات، الذين شاركوا في
الوفد بسبب “حساسيّة الموضوع، كما ذكرت المصادر السياسيّة في تل أبيب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق