الخميس، 24 نوفمبر 2016

درب مولاي الشريف ذاكرة وطنية للاختطاف والاعتقال السياسي بالمغرب

درب مولاي الشريف ذاكرة وطنية للاختطاف والاعتقال السياسي بالمغرب

%d8%af%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81
المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف البيضاء في 18 نونبر 2016
لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب
دعوة للمشاركة في وقفة الحقيقة والإنصاف وضد الإفلات من
العقاب يوم 27 نونبر 2016 على الساعة الخامسة مساء بالدار البيضاء ساحة الأمم المتحدة “ساحة الحقيقة”
تحت شعار
حفظا للذاكرة وضد تبديد معالم الانتهاكات: “درب مولاي الشريف ذاكرة وطنية للاختطاف والاعتقال السياسي بالمغرب”
تتشرف لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب داخل المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بدعوتكم دعمنا بحضوركم (ن) في الوقفة الاحتجاجية والتحسيسية بساحة الأمم المتحدة بالدار البيضاء “ساحة الحقيقة” يوم 27 نونبر 2016 على الساعة الخامسة مساء وذلك من أجل الحقيقة كل الحقيقة، الإنصاف، الذاكرة وعدم الإفلات من العقاب حتى لا يتكرر هذا تحت شعار: حفظا للذاكرة وضد تبديد معالم الانتهاكات ” درب مولاي الشريف ذاكرة وطنية للاختطاف والاعتقال السياسي بالمغرب”
إن هذه الوقفة الثالثة تأتي في إطار الوقفات الدورية التي قررنا تنظيمها على رأس كل شهرين مشيا على نهج أمهات وعائلات الضحايا من مختطفين مجهولي المصير ومعتقلين سياسيين واللواتي مافتئت تناضل من أجل معرفة الحقيقة وإنصاف أبنائهن وإطلاق سراحهم وذلك منذ سبعينات القرن الماضي وقدوة بتجربة ما بعرف بأمهات ساحة مايو بالأرجنتين.
إن الهدف من هذه الوقفة الثالثة هو تسليط الضوء على ضحايا درب مولاي الشريف من مختطفين وشهداء ومعتقلين سياسيين وعائلاتهم والمطالبة بحفظ ذاكرة هذا المعتقل السري الرهيب الذي كان مركزا للتعذيب بامتياز، وبالمناسبة فإننا ننحني إجلالا وتقديرا لكل أمهات المختطفين والمعتقلين السياسيين ونخص بالذكر أم المختطف الحسين المانوزي وأم الشهيدة سعيدة المنبهي اللتان فارقاتنا خلال هذا الشهر، كما نجدد عزائنا لعائلتيهن.
و في الأخير نهيب بكل الفعاليات الحقوقية، النقابية والسياسية الحضور المكثف يوم 27 نونبر 2016 على الساعة الخامسة مساء وفي جميع الوقفات المزمع مستقبلا.
الدعوة عامة ودمتم للنضال أوفياء
ورقة حول معتقل درب مولاي الشريف
1 – معتقل درب مولاي الشريف: ذاكرة وطنية للاعتقال والاختطاف السياسي بالمغرب:
  • بني مركز درب مولاي الشريف في الخمسينات من القرن الماضي، بعد أحداث فرحات حشد في تونس 1952، بعد تظاهر العمال في الدار البيضاء تضامنا مع القائد العمالي التونسي، حيث اعتبر بونيفاس المقيم العام الفرنسي بأن سكان هذا الحي قد كانت لهم مساهمة فعالة في التظاهرة من حيث العدد، وكذا أعداد المعتقلين والضحايا، فقرر بناء مركز للبوليس (مفوضية الشرطة) لمراقبة المكان وضبط تحركاتهم.
    • تبلغ مساحته الكلية 0600 متر مربع بإضافة المقاطعة الحضرية المجاورة له، ويشتمل على 4 طوابق، وطابق أرضي به مكاتب، وتحت أرضي به زنازين.
    مر من هذا المعتقل الرهيب أغلب معتقلي الرأي السياسيين في المغرب إبان سنوات الرصاص، من مختلف المشارب والأجيال والمناطق، مر منه أكثر من 1300 معتقل.
    • لقد سبب وجود درب مولاي الشريف في مكب الحي المحمدي، أضرارا واضحة وألقى بمضاعفاته السلبية على كل مجالات هذا الحي، تاركا آثارا في ذاكرة الساكنة، مما كرس التهميش والإقصاء.
    • المطالبة بإحداث فضاء في عمارة “معتقل درب مولاي الشريف” يستقطب ويؤطر كل مناطق الاعتقال بالمغرب، على أساس أن يكون درب مولاي الشريف مركزا وطنيا لحفظ ذاكرة الاعتقال السياسي بالمغرب ووضع لوحة رخامية على باب المعتقل باسم: “‘معتقل درب مولاي الشريف لحفظ الذاكرة وجبر الضرر الجماعي.
2 – ورقة تعريفية
درب مولاي الشريف هو معتقل سري سابق سيء السمعة بمدينة الدار البيضاء بالحي المحمدي، كان يُستعمل خلال سنوات الرصاص لاستنطاق وتعذيب معارضي النظام آنذاك. حسب الشهادات التي جمعتها هيئة الإنصاف والمصالحة، فإن المئات وربما الآلاف الذين سوقوا إلى هذا المعتقل الرهيب، وذاقوا به اشدّ العذاب حيث استشهد العديد منهم (زروال عبد اللطيف ، التهاني أمين ، سعيدة المنبهي، جببيهة رحال و…) بينما خرج الآخرون بعاهات نفسية وجسدية مستديمة.
يقع هذا السجن بشارع مولاي الشريف بالحي المحمدي الدار البيضاء، ومن موقعه التصق به اسم درب مولاي الشريف.
أماعن تسمية السجن بدرب مولاي الشريف ليس إلا لكونه يوجد في شارع يحمل نفس الاسم، ويوجد في الطابق التحت أرضي لعمارة يطلق عليها اسم عمارة الشرطة، وذلك لكون جل سكانها ينتمون إلى رجال الشرطة، إضافة إلى أنه يوجد خلف المقاطعة الحضرية 43 والتي تتواجد في تراب نفس الحي.
3- مقتطفات من شهادة إدريس ولد القابلة عن المعتقل السري درب مولاي الشريف… مركز التعذيب والألم والذي ذاق فيه المعتقلون أو بصيغة أدق المختطفون “الفلقة” و”الشيفون” و”الطيارة”.
منذ الوهلة الأولى اكتملت الصورة في خاطري…تصورت أن عصابة من قطاع الطريق اختطفتنا من منازلنا ونزعتنا من ذوينا وجاءت بنا إلى فضاء مظلم منسي، ركح الإذلال والتحطيم واغتيال الصفة الإنسانية..شعرت بريح عفنة تهب في هذا المكان الغريب
خلعنا ملابسنا ومنحونا قميصا وسروالا كاكيين…أعادوا تكبيلنا بالأصفاد ما دامت العيون ظلت معصبة ” ببانضة ” محكمة العقدة…بعد أن جردونا من النقود والساعات اليدوية والأقلام والسجائر رموا بنا بين أيدي جماعة من ” الحجاج” ( وهم سجانو درب مولاي الشريف)..صففونا صفا واحدا ووجوهنا إلى الحائط..وكان الصراخ يرتفع من كل مكان ومن كل زاوية…يستمر الصراخ في التصاعد ليتحول إلى لحن جنائزي..لحن استقبال أحياء ـ أموات في فضاء هتك الصفة الإنسانية، فضاء يقبع فيه أناس يواجهون مصيرا مجهولا بين جدران صماء موروثة عن الاستعمار المستبد…فضاء لا مكان فيه للأمل ولا للأمنية…لم يكن أمامنا إلا الصبر والصمود. و” الحجاج” يهمون بوضع كل واحد بمكانه انطلق صوت رخيم رفيع وحاذ:الصمود الصمود يا رفاق القنيطرة.
أودعونا في سراديب تحت أرضي ضيق كانت تفوح منه رائحة نتنة كأنها لب الصديد، وكانت التعليمات تقضي بعدم صدور أي صوت وإلا فالصفع والركل والضرب والتنكيل…كل حركة وبطلب رخصة من ” حاج” من ” الحجاج” وما أكثرهم بدرب مولاي الشريف، أدخلونا في ذلك السرداب في جو من الفزع والخوف..فتساقطنا الواحد فوق الآخر قبل أن يجمدنا أحد ” الحجاج” كل في مكانه تحت سيل من التهديدات والوعيد والتنكيل…ظل الفرد منا في مكانه يجتر أفكاره وآلامه ومحنته في صمت رهيب. كنت أشعر بجوع شديد ، لكن ما الجوع بجانب الرعب والخوف العارم الذي كان يخلخل الصدور في ذلك الفضاء بدون علم أحد وراء شمس الوجود.
كنت مع مجموعة القنيطرة في ذلك القبو الذي لا يتجاوز عرضه المتر ونيف، وكنا مستلقين على ظهورنا ليس في اتجاه طوله وإنما في اتجاه عرضه، الشيء الذي حرمنا من مدر أرجلنا، لاسيما أصحاب القامات الطويلة منا، فكانوا يتعذبون ويعانون أكثر مني، أنا القصير القامة خصوصا وأن ” الحاج” كان يمنع منعا كليا رفع الأقدام ووضعها على الجدار…كنا ملزمين بالاحتفاظ بالرجلين مطويتين، وهذا كان يسبب آلاما لا تطاق…لذا كان الواحد منا يتعمد استفزاز ” الحجاج” لكي يعاقبه بالوقوف على رجل واحدة لمدة ساعة أو ساعتين مع الضرب المبرح…
معتقل درب مولاي الشريف فضاء التعذيب والتعسف والموت البطيء، والذاكرة لا تنسى الآلام والمحن، فهناك في قلب ذلك الفضاء استشهد من استشهد، وفقد من فقد وخبل من خبل…درب مولاي الشريف مفارقة غريبة، لعب ذلك الفضاء دورا في النضال ضد المستعمر، كما أنه كان فضاء لاغتيال الأمل….إنه مرتع أناس ارتبطت أسماؤهم بالفترات المظلمة…قضيت به ما يناهز ثمانية شهور، وهناك في أكثر من ركن من أركانه صادفت رائحة محمود عرشان والحمياني واليوسفي قدوري وغيرهم…هناك كانت بأيديهم سلطة الحياة أو الموت على ضيوفهم…كانوا يفعلون بهم ما يريدون وما يحلو لهم دون حسيب ولا رقيب ولا مسائلة. ومن بين السماء والوجوه التي ظلت عالقة بالذهن، رغم أنني كنت معصوب العينين منذ ولوجي عتبة الدرب: اليوسفي قدوري رئيس الغرفة الوطنية للشرطة القضائية وعبد اللطيف بطاش و” الديب ” رئيس ” الحجاج”، صورهم ما تزال عالقة بذهني.
%d8%af%d8%b1%d8%a8-%d9%85%d9%88%d9%84%d8%a7%d9%8a-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%8a%d9%81


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق