المعتقل السياسي العبدلاوي عن أحداث 59 رحل عن هذه الدنيا حاملا معه جرحا عميقا للعذاب الذي لاقاه في دهاليز السلطة
المعتقل السياسي العبدلاوي عن أحداث 59 رحل عن هذه الدنيا حاملا معه جرحا عميقا للعذاب الذي لاقاه في دهاليز السلطة
بواسطة 17
حوار الريف
ازداد
السيد عمر العبدلاوي سنة 1936 بفخدة بني عبد الله بنواحي الحسيمة. اعتقل
ثلاث مرات تعرض فيها لشتى أنواع التعذيب، كان طالبا يتابع دراسته بالمعهد
الديني بالحسيمة، وكان عضوا بحزب الشورى والاستقلال. اعتقل يوم 10 دجنبر
1956، وقضى مدة 10 أيام رهن الاعتقال بمركز الشرطة لعلاقته بالسيد حدو
اقشيش .
اعتقل
أيضا يوم 11 يوليوز 1957 حوالي العاشرة ليلا من المدرسة، نقل إلى مركز
الشرطة حيث قضى 4 أيام وبعد ذلك نقل إلى مكان مجهول وقيل له بعد 12 يوما
أنه ب"أجدير". ومن أجل ترهيبه، حضر هناك حصة من التعذيب تعرض لها السيد عمر
التمسماني. يوم 26 نونبر 1957 تم نقله إلى السجن المدني بالحسيمة حيث بقي
فيه إلى أن أفرج عنه يوم 4 مايو1958. اعتقل مرة أخرى يوم 15 نونبر 1958
وقضى مدة شهر ونصف إلى جانب الحاج سلام أمزيان، احتجز ب"بني احديفة" من طرف
الجيش. نقل بعد ذلك إلى تاركيست حيث وجد مجموعة من المعتقلين. قضى مدة 3
أشهر وأفرج عنه، التحق بمدينة تطوان هربا من الاضطهاد حيث تابع دراسته
واشتغل بالتعليم سنة 1961.
استعرض
السيد عمر العبدلاوي،, الذي اعتقل سنة 1957 وفي أحداث الريف، مختلف صنوف
التعذيب الجسدي والنفسي التي ذاقها بكل من الحسيمة وأجدير وبني حذيفة
وترغيست.
وقال
السيد العبلاوي الذي كان مرفوقا بالطاقم الطبي لهيئة الانصاف والمصالحة في
شهادته التي سلمت مكتوبة للهيئة خلال الجلسة ،بعد أن لم يتمكن من التقدم
بها نظرا للارهاق النفسي والجسمي ، إنه تعرض للاعتقال في يوم 7 نوفمبر1957
على الساعة العاشرة ليلا على يد عناصر تابعة لشرطة مدينة الحسيمة من داخلية
المعهد الديني الذي كان يتابع به دراسته حيث اقتيد إلى "الكوميسارية
القديمة"ومكث هناك ثلاثة أيام تحت التعذيب لينقل بعدها معصوب العينين ومكبل
اليدين إلى أحد مراكز التعذيب بأجدير قال إنه علم في ما بعد أنه منزل محمد
بن عبد الكريم الخطابي.
وأضاف
السيد العبدلاوي أن اعتقاله استمر بين مخفر شرطة الحسيمة ومركز التعذيب
بأجدير 23 يوما ذاق خلالها مختلف صنوف التعذيب وشاهد هناك المعتقل المسمى
عمر التمسماني الذي تعرض لتعذيب وحشي يتمثل في إفراغ ماء مغلى على جسده
وبعده يتم جلده بحبل ليتناثر لحمه على الجدران وذلك من أجل ترهيب المعتقلين.
ويحكي
السيد العبدلاوي قيد حياته أنه أدين بستة أشهر نافذة بتهمة توزيع مناشير
ممنوعة مضيفا أن الأمر كان يتعلق بجريدة "الرأي العام" لسان الحزب آنذاك
والتي كانت محظورة. وقال السيد عمر العبلاوي أنه تعرض للاعتقال ثانية من
طرف أفراد القوات المسلحة الملكية بمنزله الكائن بدوار بوصالح جماعة بني
عبد الله ( الحسيمة ) واقتادوه مباشرة إلى المعتقل الإداري ببني حذيفة حيث
تعرض مجددا إلى كل أشكال التعذيب لمدة سبعة أيام نقل بعدها إلى السجن
العسكري بترغيست وهناك لقي كذلك مختلف أصناف التعذيب والتجويع المستمرين
لمدة ثلاثة أشهر ليطلق سراحه بمعية باقي المعتقلين في28 مارس 1959 .
مراسلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق