السبت، 21 يناير 2017

الدار البيضاء توجه تحية للحسيمة وللشهيد محسن فكري وتزور مقبرة الارقام في ذكرى احداث 1984



الوقفة الاحتجاجية الرمزية المنظمة زوال اليوم أمام مقر الوقاية المدنية،حيث توجد المقبرة الجماعية لشهداء انتفاضة 20 يونيو 1981،من طرف الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالدارالبيضاء،في سياق تخليد الذكرى 33 للانتفاضة الشعبية بمدن الشمال ومراكش،في يناير 1984،والمطالبة بكشف كل الحقيقة عن ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان،وأساسا المقابر الجماعية،،،
........................

 تحت شعار " لنواصل النضال ضد الحكرة والمخزن " خلدت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرعا الدارالبيضاء والبرنوصي ذكرى إنتفاضة يناير 1984 اليوم السبت 21 يناير بتنظيمها وقفة إحتجاجية أمام ثكنة الوقاية المدنية قرب مقبرة الشهداء
......................







































انتفاضة يناير 1984 بالناظور.. الأسباب والنتائج

انتفاضة يناير 1984 بالناظور.. الأسباب والنتائج
كتب على الريف مرة أخرى أن يدخل في صراع غير متكافئ مع الجيش الملكي سنة 1984، بعد أن حدث ذلك أول مرة سنة 1959 حين نزل قرابة 20.000 جندي مغربي بمنطقة الحسيمة و دخلوا في مواجهات مع أبناء المنطقة الذين لم تكن تتوفر لديهم سوى بعض البندقيات المهترئة التي و رغم ذلك نجحت في اصطياد عدد مهم من الفرائس المخزنية .

لكن الغلبة في النهاية كانت للجيش الملكي الذي استعان بالطائرات الحربية التي وفرتها له القوات الأمريكية و الفرنسية المتواجدة بالمغرب حيث قنبل بها مختلف مداشر الريف مستخدما قنابل النبالم المحرقة، أما عن الجيش العرمرم فقد مارس أشنع ما يمكن أن يمارس من جرائم حرب في حق المواطنين العزل، اغتصاب للنساء أمام أهل بيتهن، بقر لبطون الحوامل، ذبح للمواطنين وهم أحياء، وضع القنابل اليدوية في جلابيب المواطنين، كل ذلك تم بحضرة الحسن الثاني و بأمر منه، و هو نفسه اعترف بذلك في الخطاب الذي ألقاه يوم الأحد 22 يناير 1984 حين قال :" و سكان الشمال يعرفون ولي العهد، و من الأحسن أن لا يعرفوا الحسن الثاني في هذا الباب ".

أما المواجهة الثانية، فقد كانت في يناير 1984، و منطلقاتها اختلفت بشكل كبيرا عن منطلقات انتفاضة 1958-1959، و في هذا الموضوع سنحاول ما أمكن وضع القارئ في الإطار التاريخي لهذه الانتفاضة التي يطلق من بين ما يطلق عليها " انتفاضة الجوع " في إشارة واضحة إلى أن أهدافها اقتصادية بحتة على عكس انتفاضة 1985-1959 التي أطلق عليها " ثورة الجلاء " و التي رفعت مطالب سياسية شاملة أهمها جلاء القوات الفرنسية و الأسبانية و الأمريكية.

1. الأسباب المباشرة لقيام الانتفاضة:
عرف المغرب في تلك الفترة أزمة خطيرة شملت مختلف الميادين، فعدد السكان قدر حينها بحوالي 21 مليون نسمة ، منها 3.300.000 نسمة - أي بنسبة 16% - تعيش في المدن بينما البقية أي 17.700.000 نسمة - أي بنسبة - 84%تعيش في البوادي حيث لا يتوفر لديها الحد الأدنى من الخدمات الصحية و التعليمية, و النسبة الباقية المتواجدة بالمدن فهي غارقة في البطالة حيث سجل آنذاك 120.000 حالة طالب جامعي معطل يبحث عن العمل، و من ضمن هذا العدد الإجمالي للسكان فإن 9.400.000 نسمة - أي بنسبة 45%- تعيش فقرا مدقعا، و مليونان من المغاربة يعيشون في البراريك القصديرية.
و سوء الوضع الاقتصادي الذي تميز بإفلاس المغرب الذي بلغت ديونه الخارجية آنذاك 7.000 مليون دولار أدى إليه سوء التدبير الذي أنتجته سياسة الحسن الثاني التبذيرية و التي تميزت بالإنفاق الضخم على التسليح لأجل حرب الصحراء حيث كلفت مليون دولار يوميا، و كذا انخفاض ثمن الفوسفات.
هذا الوضع المزري أدى بالمغرب للخضوع لتوجيهات صندوق النقد الدولي المتمثلة في تبني سياسة التقويم الهيكلي المرتكزة على سياسة التقشف و التي أدت إلى فرض مجموعة من الإجراءات التي أجهز من خلالها على مجموعة من المكتسبات في مجموعة من القطاعات من بينها التعليم و الصحة و الشغل.
و من ذلك عرفت أثمنة المواد الأساسية ارتفاعا كبيرا، حيث بلغت 18% بالنسبة للسكر و 67%بالنسبة للزبدة، أما بالنسبة للغاز و الوقود فقد ارتفعت أثمنتهما بنسبة .20% أما بالنسبة لقطاع التعليم، فقد أضيفت رسوم جديدة للتسجيل، تمثلت في دفع 50 درهما بالنسبة للتلاميذ الراغبين في التسجيل بالبكالوريا، و 100 درهم بالنسبة للطلبة الجامعيين.
هذا ما ألم بالشعب المغربي برمته، إلى أن إقليم الناظور أضيفت إليه أزمة أخرى، فاقتصاد هذا الإقليم مرتبط أساسا بالتهريب الذي يمر عبر مليلية، و الذي تستفيد منه جل العائلات الريفية بالناظور، إلى أن النظام فرض في سنة 1983 على الراغبين في الدخول لمليلية دفع مبلغ 100درهم بالنسبة للراجلين و 500 درهم بالنسبة لأصحاب السيارات، ثم حدث تغيير سنة 1984حيث تم تعميم مبلغ 100 درهم، و هو ما أدى إلى تطور سوء الوضع الاقتصادي بالإقليم.
هذا الوضع هو الذي أدى في النهاية إلى تفجير الانتفاضة، بعد أن اتحد جميع المواطنين ضد هذه السياسة، حيث نزلت الجماهير الشعبية إلى الشوارع في مسيرات ألفية في مجموعة من أهم المدن منها الحسيمة و الناظور و تطوان و القصر الكبير و مراكش و وجدة.
2. تبريرات الحسن الثاني:
من المعروف أن الأنظمة الاستبدادية تسعى دائما لأن تبرر مختلف انتكاساتها بالعامل الخارجي ( ديون خارجية – مؤامرة خارجية -...)، و هو الأمر الذي فهمه الحسن الثاني فحاول أن يزيح عن نفسه هذه التهمة حين قال في خطابه:" إنني لست من رؤساء الدول الذين يقولون عندما تقع عندهم أية مشكلة أن الخارج هو المسؤول عنها، فهم يتسترون وراء الخارج، لا. فأنا سأعطيك مثالا، لما كنت سنة 1981 على أهبة السفر إلى نيروبي وقعت أحداث الدار البيضاء، فهل سمعتني أقول أنها مؤامرة و مؤامرة متعددة الأطراف ؟ و لكنني اليوم أقول أنها مؤامرة و مؤامرة متعددة الأطراف ".

تعددت الأطراف هنا و لكن في تصريحات الحسن الثاني فقط، بل الغريب أن هذه الأطراف التي يزعم وجدناها لأول مرة تلتقي حول هدف واحد، و هو إفشال المؤتمر الإسلامي الذي تم انعقاده حينها بالدارالبيضاء - حسب زعم الحسن الثاني - ، و ذلك رغم أن هذه الأطراف المتآمرة تعادي بعضها البعض، و قد حددها في ثلاث، و هي :

1. الماركسيين اللينينيين : و يقصد بهم " منظمة إلى الأمام " يرغبون في فشل المؤتمر لأن أفغانستان حاضرة، حيث ستشرح للمؤتمرين الحالة التي يوجد عليها " الحكم الغاصب في أفغانستان " كما قال الحسن الثاني في خطابه. و قد اتهمهما لأنها وزعت بمراكش يوم الجمعة 6 يناير 1984 على نطاق واسع منشورا مما جاء فيه :" ليكن في علمنا أن الوضعية الراهنة المريرة ليست نتيجة لحرب الصحراء التي يشنها النظام الملكي المهزوم على الشعب الصحراوي البطل، و التي ذهب ضحيتها الآلاف من أبنائنا، و ليست نتيجة الجفاف كما يدعي الحسن السفاك، بل راجع إلى نهب خيراتنا من طرف الأمريكان و الأعداء ".

2.المخابرات الصهيونية : أرادت إفشال المؤتمر تخوفا من القوة التي يمكن أن تكون للدول الإسلامية المؤتمرة بعد انضمام مصر إليها.

3. إيران : لأنها قاطعت المؤتمر الإسلامي و ترغب في فشله، و قد صرح الخميني إبانها قائلا :" في هذه الأيام المصيرية التي يمر بها العالم الإسلامي حيث يعيش مخاضا صعبا يجتمع أناس يدعون تمثيل الشعوب الإسلامية و يطلقون على جمعهم هذا المؤتمر الإسلامي، و الأجدر أن يسمى قمة التآمر و الجهل، هؤلاء هم الحكام المتسلطون على رقاب شعوبنا الإسلامية، و الذين لا يكاد ينجوا واحد منهم من ارتباطه بعمالته لأحد الشيطانين الأكبرين أمريكا و روسيا ".

و قد اتهم الحسن الثاني هذه الأطراف، ليس إيمانا منه بأنها هي المتسبب الحقيقي في الانتفاضة، و لكن لكي يقدم تبريرا للدول المشاركة في المؤتمر الإسلامي و باقي دول العالم، لأن الانتفاضة تم تفجيرها و هو في قاعة المؤتمر، و قد قام في خطابه بالتصريح بما يناقض تبريره هذا و ذلك حين قال :" الزيادات لن تكون " و من ثم فالحسن الثاني أوقف الزيادات لأنها كانت فعلا هي المشكلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق