الأحد، 22 يناير 2017

الدار البيضاء تحيي ذكرى احداث1984

خاص.. انتفاضة 1984 بعيون الصحافة الاسبانية
خاص.. انتفاضة 1984 بعيون الصحافة الاسبانية

خاص.. انتفاضة 1984 بعيون الصحافة الاسبانية

تحل هذه الأيام ذكرى انتفاضة 1984 التي أطلق عليها انتفاضة “الخبز والكرامة”، والتي اندلعت نتيجة غلاء المعيشة وتفشي البطالة مما أدى إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بشكمل مهول، وقد تأتى ذلك بسبب شروع المغرب في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي المملاة من مراكز القرار المالي العالمي لدفع المغرب لتسديد فوائد الديون الخارجية، كما تزامنت الانتفاضة مع عقد مؤتمر القمة الاسلامي بالدار البيضاء، وهو ما جعل الحسن الثاني يخرج في خطاب له ليتهم النظام الايراني والصهيونية وكذا الماركسين اللينينين؟؟
كما تميزت هذه الانتفاضة بالخطاب العنيف الذي كان ألقاه الملك الحسن الثاني ووصف فيه أبناء الشمال بالأوباش العاطلين  والذين يعيشون على التهريب والسرقة، وذكر بالاسم أبناء مدن كل من : الناظور، الحسيمة، تطوان، والقصر الكبير، كما وصف كل من شارك في هذه الانتفاضة بالاطفال و”دراري صغار” الذين يتخفى وراءهم اساتذتهم خاصة في مراكش الذي أعلن مقاطعته لها بعد ان كان عازما على زيارتها، وهدد بانزال عقوبات قاسية في حق كل من تورط في إشعال هذه الانتفاضة، وبلغ تهديده القاسي الى حدّ تذكير ساكنة الشمال بأحداث 58/59 قائلا” الناس ديال الشمال عرفوني ولي العهد ومن الأحسن ما اعرفوش الحسن الثاني في هذا الباب”  ملمحا إلى إشرافه على قمع انتفاضة الريف 58/59 .
كما يذكر أن الانتفاضة التي استمرت لأيام، خلفت العديد من القتلى دفنوا في مقابر جماعية، وكان قد تم الكشف عن بعض هذه المقابر في اطار عمل هيئة الانصاف والمصالحة، لكن رغم ذلك يبقى لحد الآن ليس هناك معطيات دقيقة حول عدد القتلى وحول حيثيات الانتفاضة وما خلفته من تبعات.
وتعميما للفائدة نعيد نشر بعض قصاصات الاخبار التي تناقلتها بعض الصحف الاسبانية حينها في سياق متابعتها لأحداث الانتفاضة.

إلباييس. عدد : 22 يناير 1984
حكومة الرباط تلتزم الصمت بخصوص الاضطرابات
التزمت السلطات المغربية، الصمت حيال المواجهات التي عرفها البلد خلال الأيام الأخيرة. وحسب بعض المصادر الدبلوماسية، فان حوالي 600 من أفراد الجيش توجهوا نحو مكناس، التي تبعد حوالي 250 كلم جنوب مدينة الناظور، حسب ما أعلنته وكالة رويترز من الرباط. وسيوجه الملك الحسن الثاني خطابا إلى الأمة. وحسب مصادر من السفارة الاسبانية في الرباط، فانه لم يتم تسجيل إصابات في صفوف المدنيين الاسبانيين في هذه الأحداث.
ومن جهتها، أشارت المنظمة المغربية المعارضة، “إلى الإمام”، في بيان أصدرته أمس في باريس، إلى أن الاضطرابات وقعت في 7 مدن مغربية (مراكش وأكادير في جنوب المغرب، وجدة والحسيمة والناظور في الشمال، مكناس والرباط في الوسط)، حسب ما أعلنت عنه وكالة الإعلام الفرنسية.
وحسب منظمة “إلى الأمام”، فان الاضطرابات التي وقعت منذ أسبوع في المدن المغربية الكبرى –باستثناء الدار البيضاء، التي كانت تحتفل وسط إجراءات أمنية مشددة بالقمة الإسلامية الرابعة-  تمخض عنها خروج الطبقات المسحوقة من السكان، للتعبير عن معارضتها الراديكالية لقرار الرفع من الأسعار وسلسلة القرارات غير المسئولة التي أعلنتها السلطة المغربية”.
وقال البيان أنه خلال المظاهرات تم ترديد عبارات وهتافات من قبيل :”ضد الزيادة في الأسعار” و”الشعب يريد الحياة”.
وطالب بيان منظمة “إلى الإمام” ب: “المراجعة العميقة للخيارات الاقتصادية والسياسية التي قادت البلاد إلى الكارثة، و التعليق الفوري للحرب في الصحراء الغربية”، التي تدور رحاها بين القوات المغربية ومقاتلي جبهة البوليساريو، المطالبين باستقلال الصحراء الغربية.
ويبدو أن بعض المنضمات السياسية والنقابية المغربية في المعارضة، تحاول، في هذه اللحظة، الاستفادة من الحالة السياسية الراهنة التي تمخضت عن ألاضطرابات الشعبية.

إلباييس الأحد 22 يناير
حالة الطوارئ في مدن شمال المغرب
بينما عاد الهدوء إلى مدن جنوب المغرب، عاشت أمس مدينة الناظور وتطوان في الشمال، حالة طوارئ استثنائية. وشهدت انتشارا كبيرا لقوات الجيش ، واضعة أصبعها على الزناد، في حين أن معظم السكان لزموا منازلهم. ولم يتم الكشف لحدود الآن عن الحصيلة الرسمية لضحايا أعمال العنف التي شهدها يوم الخميس. وتتحدث بعض المصادر عن 20 قتيلا في الناظور وعدد كبير من القتلى في تطوان، في حين أكد مراسلنا في مليلية، “أفيلينو جوتيريز” نقلا عن مصادر مغربية، تسجيل 40 قتيلا في الناظور وما يناهز 100 قتيل في الحسيمة.
وفي الرباط ومدن أخرى في الوسط والجنوب، التي شهدت في الأيام الأخيرة أحداث من طرف الطلاب، تم وضع المحلات التجارية والأسواق الكبرى والمدارس والأحياء الشعبية تحت حراسة مشددة. وفي الأحياء الهامشية وبعض المدن ظهرت لافتات وكتابات تنتقد وتتهجم على الملك. وحسب التصريحات التي استقتها الباييس من قبل ممثلي أكبر وأهم نقابتين في المغرب – الاتحاد المغربي للشغل (UMT) والكنفدرالية الديمقراطية للشغل (CDT)، فانه لم تكن هنالك أوامر للقيام بالإضراب العام ليوم غد، وأكدتا على أن لا علاقة لهما بأعمال العنف التي وقعت وما تزال في المغرب.
إلا أنه، وبالرغم من ذلك، تم تعميم شائعات في الأحياء الشعبية وبعض المدن المتواجدة بين الرباط وتطوان، بأنه تم إعلان عن احتجاج شامل.
ورغم نفي التنظيمات السياسية المغربية تورطها ومشاركتها في أعمال العنف التي وقت هذه الأيام، وأنه لحد الآن لم يتم اتهام حزب سياسي أو نقابة بشكل رسمي أو غير رسمي بتورطها في الأحداث، إلا أنه تم اعتقال بعض الاشتراكيين، ومن بينهم عضو في اللجنة الإدارية الإقليمية للناطور، إلى جانب المناضلين التقدميين من أحزاب معارضة أخرى.
وأكدت صحيفة الحزب الاشتراكي (USFP)، الاتحاد الاشتراكي، الصادرة من الدار البيضاء، امتناعها عن نشر أي معلومات عن أعمال العنف مراعاة للقمة الإسلامية الرابعة، وأنه على الوزير الأول، كريم العمراني، شرح وضع البلاد للأمة.

 الباييس 24 يناير، 1984
إضراب عام بالناظور، ومقابر جماعية في تطوان، وتحركات عسكرية هي مجمل الاحداث التي طبعت منطقة الريف
إضراب عام في الناظور، وعمليات تفتيش المنازل واعتقالات في تطوان الواقعة على بعد 40 كلم من سبتة، وتحركات لقوات الجيش باتجاه العرائش والدار البيضاء، كلها أحداث عرفها الريف في الأمس، وأسفر الصراع الذي تم حسمه عسكريا عن عشرات القتلى الذين تم دفنهم في مقابر جماعية، وبدأ هذا أمس في تطوان.
في الناظور، الواقعة في شمال المغرب والقريبة من مليلية، تم تسجيل، يوم أمس، إضراب عام حيث أغلقت أزيد من 90% من المحلات التجارية، والصناعية، والمؤسسات التعليمية حسب ما أفاد به مراسلنا أفيلينو جوتيريز، في مليلية. وتعرف المدينة إنزالا وانتشارا كبيرا لقوات الجيش. وفي مدينة تطوان الريفية، لوحظ هدوء يسوده توتر بوجود عسكري كبير. وشوهدت مركبات ومدرعات عسكرية قادمة من القنيطرة لتنتشر في شوارع تطوان. وتشير بعض المصادر المؤكدة عن تحرك مئات من قوات الجيش والعربات العسكرية باتجاه مدينة العرائش الواقعة على بعد 90 كلم، حسب فيسينتي المينارا من سبتة.
ولم يعرف حتى الآن اذا ما كانت هذا القوات التي تم إرسالها إلى مدينة العرائش ذهبت لقمع ثورة جديدة ام أن هذا الإجراء جاء فقط كرغبة لتخفيض عدد القوات في تطوان.
وأكدت مصادر من المستشفى الاسباني بمدينة تطوان أن عدد الجرحى في هذه الاضطرابات التي كانت يوم الجمعة، ارتفع إلى 20 جريح، وجميعهم أصيبوا بالرصاص، وأن عددا كبيرا منهم تم نقلوا إلى مستشفى سانيا الرمل، الذي تتجاوز قدرته الاستيعابية 200 سرير، الذي يخضع لحراسة مشددة من قبل قوات الشرطة والجيش المغربي.
وتشير مصادر موثوقة أنه في الساعات الأخيرة استمرت عملية الاعتقالات في صفوف أعضاء القياديين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وأن بعض من قياديي الحزب حاولوا الدخول إلى مليلية بوثائق مزورة لتجنب إلقاء القبض عليهم من قبل قوات الشرطة المغربية.
وتمكن أعضاء منظمة سرية تعرف ب “الحركة الريفية للتحرير”، من الوصول إلى مليلية في الساعات الماضية، وذكروا أن الاضطرابات في شمال المغرب هدفها “إنشاء الجمهورية الإسلامية الريفية المستقلة”. وأكدوا أنهم عازمون على “طلب المساعدة من القوات الاشتراكية الأوروبية لتمويل وشراء الأسلحة لمحاربة الجنود”.
وطالب العهد الدولي للصحافة، يوم البارحة، من الحسن الثاني، بان سمح لكل الصحفيين الأجانب بزيارة المناطق التي عرفت الاضطرابات ووقف المقاطعة الإعلامية على القضايا الوطنية ذات الاهتمام العالمي.
وخلال الساعات الماضية أصبح من الممكن معرفة بعض تفاصيل المجزرة التي وقعت في الناظور، وأن عددا غير محدد من المتظاهرين، الذي يناهز المائة، لقوا حتفهم رميا بالرصاص عندما حاولوا اقتحام إقامة عامل إقليم الناظور، المتواجدة على بعد عدة كيلومترات من المدينة.
 أ.ب.س: الثلاثاء 25 يناير 1984
عندما قتل الجيش 400 متظاهر
جمعية المغاربة في فرنسا وجمعية العمال المغاربة في فرنسا من بين الجمعيات التي كانتا تساندان الأحداث عبر الهاتف.
وعقدت الجمعيتان ملتقى مع الصحافة في باريس، أكدتا على أن مئات من الأشخاص قد اعتقلوا في المدن التي شهدت الأحداث.
جمعية الآباء والأصدقاء المفقودين في المغرب أعلنت في إحدى تصريحاتها حول هذا الموضوع في باريس عن خمسة مسئولين نقابيين كانوا من بين المعتقلين : ثلاثة قياديين في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية USFP  في الناظور. ماحيمي حسين، أرود دريس وبوحجر مصطفى: السكريتير العام لنقابة الصياديين بالحسيمة، و البزوري عبيد، وأيت سليمان، من النقابة الوطنية للتجار الصغار بالرباط.
وفي مقابلة مع الصحافة، أعلنت الجمعيتين بأن الأحداث بدأت في مراكش، جنوب المغرب، في 4 يناير، بتظاهرات خرجت من المدارس والتي انضم اليها بسرعة جزء كبير من السكان. وفي 9 يناير، سقط مئات من القتلى في تظاهرات أحرى، عندما لحقت كل المدارس والمؤسسات الاعدادية بالمحتجين.
وفي 12 و 13 يناير، وحسب نفس المصادر وصل صدى التظاهرات إلى الناظور والحسيمة، في شمال البلاد، حيث تدخل الجيش مسببا في قتل وجرح أعداد كبيرة. وتم عزل المنطقة في هذه اللحظة عن باقي البلد.
في 19 يناير خرجت تظاهرات أحرى في تطوان، بشمال المغرب، وفي ال 20 من نفس الشهر، وقعت أحداث في غالبية المدن. وحسب الجمعيتين دائما، فقد أسفرت الاحداث عن مقتل أكثر من 70 قتيل في الناظور وأكثر من 40 قتيل في الحسيمة، وأكثر من 170 قتيل في تطوان، و7 على الأقل في مراكش. كما أسفرت الأحداث عن جرح واعتقال المئات من السكان.
وفي يوم الاحد، قتل أزيد من 100 شخص في الحسيمة في مواجهات طاحنة، عندما اقتحم المتظاهرون الثكنات والاستيلاء على الأسلحة التي كانت هناك. وسبب هذه المواجهات، حسب الجمعيتين، هو الحالة الاقتصادية المتدهورة وغياب الحريات السياسية، والفردية، الجماعية في المغرب.
ورفضت الجمعيتين الاتهامات التي وجهها ملك البلاد الحسن الثاني، لل الماركسيين-اللينينيين، وللصهاينة ول “الخميني”. على خلفية أحداث يوم الاحد.







































ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق