عرّابو الأحزاب المغربية كلُّهم “أصدقاء” القصر – عبد الغفور الطرهوشي
فقط للأمانة، فالتاريخ السياسي المعاصر للمغرب، يخبرنا أن لكل حزب “عرابه” المرتبط ارتباطا وثيقا، بالقصر ومنهجيته في إدارة الصراع،
فمثلا:
حزب الإستقلال كان له عرابان هما علال الفاسي وأحمد بلافريج، الأول كان له دور بارز في مفاوضة فرنسا بغطاء الشرعية الشعبية ولكن بمطالب وتطلعات القصر، وهو الذي إقترح إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية ودار الحديث الحسنية لضمان إحتكار الملك للشأن الديني، والثاني كان ممثلا للحسن الثاني في الحكومة التي ترأسها -بمثابة مستشار- ووزيره في الخارجية وأشرف على فتح أولى السفارات بعدة دول بأمر ملكي (و هي مهمة لا تُسند لأي شخص)، وهما معا يعود لهما الكثير من الفضل في صياغة وثيقة المطالبة بالإستقلال سنة 1944، وهي الوثيقة/التعاقد الذي بموجبه أعلنت “الحركة الوطنية” والنخب المغربية القطع مع نهج المقاومة الذي أرساه الخطابي وبداية نهج المفاوضات/التنازلات.
جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية: كان عرّابها احمد رضى كَديرة وهو مدير ديوان الحسن الثاني ومستشاره الخاص.
الحركة الشعبية: كان عرّاباها هما المحجوبي احرضان وعبد الكريم الخطيب، الأول من بقايا الإستعمار الفرنسي والجيل الجديد الذي أدارت به باريس دفة الحكم بالمغرب بعد خروجها سنة 1956 وكان قريبا من الحسن الثاني، والثاني -الخطيب- كان احد افراد الطاقم الطبي الخاص للحسن الثاني وحضر العملية الجراحية التي توفي خلالها محمد الخامس.
الإتحاد الإشتراكي (بعد المؤتمر الإستثنائي سنة 1975): كان عرابه عبد الرحيم بوعبيد الذي نفّذ مخططا قديما للقصر كان يهدف إلى تقسيم الإتحاد الوطني للقوات الشعبية وإضعافه، وقد تقلّد عدة مناصب ومهمات رسمية كلفه بها الحسن الثاني.
التقدم والإشتراكية: كان عرّابه علي يعتة (والده من قبايل الجزائر وأمه من الريف بالمغرب)، هو ايضا من بقايا الإسعمار الفرنسي، ظل على رأس الحزب في كل مراحل تحوله (من الشيوعي إلى النسخة الحالية) حتى مماته، كما كان مقربا من دوائر القرار ومنفذا حكيما للأوامر.
التجمع الوطني للأحرار : كان عرابه أحمد عصمان وهو زوج أخت الحسن الثاني.
الإتحاد الدستوري: كان عرابه هو المعطي بوعبيد، وهو بمثابة تقنوقراطي تقلد عدة مناصب ووزارات قبل تأسيس حزب الحصان (رغم إلتحاقه لمدة قصيرة بالإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سرعان ما تركه)، وكلّفه الحسن الثاني بعدة مهام.
العدالة والتنمية: كان عرابه هو عبد الكريم الخطيب، أحد أطباء القصر وصديق الملكية منذ عهد محمد الخامس، والذي كلفه الحسن الثاني بتجميع عناصر الشبيبة الإسلامية وباقي الجمعيات والحركات ذات التوجه الإسلامي التي أبدت رغبتها في “التوبة” والقبول بالعمل المؤسساتي وفق “القواعد المغربية”.
الأصالة والمعاصرة: عرابه هو المستشار الملكي الحالي فؤاد عالي الهمة .
ملحوظة: تطرقت فقط للأحزاب الكبرى، أو التي كان لها دور مهم في التاريخ السياسي الحديث للمغرب، وهذا لا يعني أن غالبية الأحزاب الأخرى المتواجدة حاليا نشأت بمعزل عن “إرادة” وتخطيط القصر.
عرّابو الأحزاب المغربية كلُّهم “أصدقاء” القصر – عبد الغفور الطرهوشي
— 20 أكتوبر, 2016فقط للأمانة، فالتاريخ السياسي المعاصر للمغرب، يخبرنا أن لكل حزب “عرابه” المرتبط ارتباطا وثيقا، بالقصر ومنهجيته في إدارة الصراع،
فمثلا:
حزب الإستقلال كان له عرابان هما علال الفاسي وأحمد بلافريج، الأول كان له دور بارز في مفاوضة فرنسا بغطاء الشرعية الشعبية ولكن بمطالب وتطلعات القصر، وهو الذي إقترح إنشاء وزارة الشؤون الإسلامية ودار الحديث الحسنية لضمان إحتكار الملك للشأن الديني، والثاني كان ممثلا للحسن الثاني في الحكومة التي ترأسها -بمثابة مستشار- ووزيره في الخارجية وأشرف على فتح أولى السفارات بعدة دول بأمر ملكي (و هي مهمة لا تُسند لأي شخص)، وهما معا يعود لهما الكثير من الفضل في صياغة وثيقة المطالبة بالإستقلال سنة 1944، وهي الوثيقة/التعاقد الذي بموجبه أعلنت “الحركة الوطنية” والنخب المغربية القطع مع نهج المقاومة الذي أرساه الخطابي وبداية نهج المفاوضات/التنازلات.
جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية: كان عرّابها احمد رضى كَديرة وهو مدير ديوان الحسن الثاني ومستشاره الخاص.
الحركة الشعبية: كان عرّاباها هما المحجوبي احرضان وعبد الكريم الخطيب، الأول من بقايا الإستعمار الفرنسي والجيل الجديد الذي أدارت به باريس دفة الحكم بالمغرب بعد خروجها سنة 1956 وكان قريبا من الحسن الثاني، والثاني -الخطيب- كان احد افراد الطاقم الطبي الخاص للحسن الثاني وحضر العملية الجراحية التي توفي خلالها محمد الخامس.
الإتحاد الإشتراكي (بعد المؤتمر الإستثنائي سنة 1975): كان عرابه عبد الرحيم بوعبيد الذي نفّذ مخططا قديما للقصر كان يهدف إلى تقسيم الإتحاد الوطني للقوات الشعبية وإضعافه، وقد تقلّد عدة مناصب ومهمات رسمية كلفه بها الحسن الثاني.
التقدم والإشتراكية: كان عرّابه علي يعتة (والده من قبايل الجزائر وأمه من الريف بالمغرب)، هو ايضا من بقايا الإسعمار الفرنسي، ظل على رأس الحزب في كل مراحل تحوله (من الشيوعي إلى النسخة الحالية) حتى مماته، كما كان مقربا من دوائر القرار ومنفذا حكيما للأوامر.
التجمع الوطني للأحرار : كان عرابه أحمد عصمان وهو زوج أخت الحسن الثاني.
الإتحاد الدستوري: كان عرابه هو المعطي بوعبيد، وهو بمثابة تقنوقراطي تقلد عدة مناصب ووزارات قبل تأسيس حزب الحصان (رغم إلتحاقه لمدة قصيرة بالإتحاد الوطني للقوات الشعبية الذي سرعان ما تركه)، وكلّفه الحسن الثاني بعدة مهام.
العدالة والتنمية: كان عرابه هو عبد الكريم الخطيب، أحد أطباء القصر وصديق الملكية منذ عهد محمد الخامس، والذي كلفه الحسن الثاني بتجميع عناصر الشبيبة الإسلامية وباقي الجمعيات والحركات ذات التوجه الإسلامي التي أبدت رغبتها في “التوبة” والقبول بالعمل المؤسساتي وفق “القواعد المغربية”.
الأصالة والمعاصرة: عرابه هو المستشار الملكي الحالي فؤاد عالي الهمة .
ملحوظة: تطرقت فقط للأحزاب الكبرى، أو التي كان لها دور مهم في التاريخ السياسي الحديث للمغرب، وهذا لا يعني أن غالبية الأحزاب الأخرى المتواجدة حاليا نشأت بمعزل عن “إرادة” وتخطيط القصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق