الأحد، 16 أكتوبر 2016

وفاة الهاشمي الطود اخر تلامذة محمد بن عبد الكريم الخطابي

  وفاة الهاشمي الطود اخر تلامذة محمد بن عبد الكريم الخطابي
وفاة الهاشمي الطود اخر تلامذة محمد بن عبد الكريم الخطابي

وفاة الهاشمي الطود اخر تلامذة محمد بن عبد الكريم الخطابي

توفي صباح اليوم 16 اكتوبر 2016 الكولونيل المجاهد الهاشمي الطود عن سن يناهز 86 سنة.
ولد الهاشمي الطود سنة 1930 بمدينة القصر الكبير، تلقى تعليمه الأولي في مدينته وبعدها انتقل الى تطوان لاستكمال دراسته، وفي سنة 1947 هاجر إلى مصر على الاقدام، هناك سيلتحق بمحمد بن عبد الكريم الخطابي الذي كان قد نزل بمصر، وسيشكل الى جانب حدو أقشيش وحمادي العزيز وعبد الحميد الوجدي جيل من تلامذة ابن عبد الكريم، وقد ارسلهم لاستكمال تكوينهم العسكري في الكلية العسكرية بالعراق.
تخرج الهاشمي الطود برتبة ملازم ثاني تخصص مدرعات في يونيو 1951، وعاد بعد ذلك إلى القاهرة مع أعضاء البعثة العسكرية المغاربية، ليضع نفسه تحت تصرف الأمير الخطابي رئيس لجنة تحرير “المغرب العربي”، في خدمة مشروع ثورة التحرير المغاربية.
%d8%a7%d9%84%d8%a8%d8%b9%d8%ab%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b3%d9%83%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%89-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d8%b1%d8%a7%d9%82
في 21 دجنبر 1952 تم تأسيس جيش تحرير “المغرب العربي” وانعقد مؤتمر الضباط المغاربيين بالقاهرة بمشاركة نخبة مختارة محدودة العدد لضمان السرية تضم من تونس عزالدين عزوز، ومن الجزائر الشهيد محمد إبراهيم القاضي ومن المغرب الشهيد حدو أقشيش وحمادي العزيز وعبد الحميد الوجدي والهاشمي الطود، واحتفظ للجزائر بمقعد إضافي ليحتله فيما بعد احمد بن بلة، بعد وصوله إلى القاهرة كما أوصت بذلك جبهة التحرير.
في 15 يونيو 1953 وصل احمد بن بلة إلى القاهرة ممثلا لجبهة الجزائر وانظم إلى جيش التحرير “المغرب العربي”، كما تأسس مكتب عسكري لجيش التحرير مستقل عن مكتب تحرير “المغرب العربي” وبعيد عن المناوشات السياسية القائمة فيه، وانظم صالح بن يوسف واحمد بدرة إلى العمل، وفي أواخر 1953 تم تأسيس ثلاثة معسكرات جديدة للتدريب تحت مسؤولية الهاشمي الطود: معسكران اثنان احدهما في منشية البكري والأخر في الهرم لتدريب المقاتلين، ومعسكر واحد في أنشاط لتكوين الأطر العليا.
وقد نتج عن هذا التوسع في مهام الجيش تكليف الهاشمي الطود بمهام التدريب والاتصال وجوازات سفر المتطوعين القادمين من البلدان المغاربية، وفي شتنبر1953 اشرف الهاشمي على تنفيذ أول عمليتين لشراء الأسلحة الأولى بتمويل من ممثلي الجزائر في لجنة تحرير “المغرب العربي” محمد خيضر والحسين أيت احمد بعيد انضمامهما لجيش تحرير “المغرب العربي” والثانية بتمويل ن القيادة المصرية انطلقت إثرها العمليات العسكرية في تونس بمهاجمة معتقل أرمادا حيث كان يحتجز الحبيب بورقيبة.
الهاشمي الطود
وبعد انطلاق الثورة المسلحة بالجزائر في فاتح نونبر 1954 تم تكليف الهاشمي الطود بمهمتي التدريب والتزويد بالسلاح بمساعدة من بنبلة، وتكليف حمادي العزيز بمهمة مستشار عسكري في منطقة القبائل حيث وقع فيما بعد في اسر الجيش الفرنسي.
في أواخر 1954 وبأمر من عبد الكريم الخطابي وبتدخل منه سيتم إدماج الهاشمي الطود في الجيش المصري كمسؤول عن التدريب ولتحقيق استقلالية اكبر لمعسكرات التدريب.
في سنة 1956 سيتم إبرام اتفاقية اكس ليبان وسينسحب المغرب من الثورة التحريرية مقابل حصوله على الاستقلال، غير ان استمرار أعضاء جيش تحرير “المغرب العربي” في مقاومة يائسة أحبطها تحالف اكس ليبان بعمليات مضادة أهمها :
– تسريب معلومات إلى السلطات الفرنسية عن وصول الباخرة اتوس المحملة بالسلاح إلى ميناء بورسعيد بمحاذاة الشواطئ المغربية الجزائرية واستيلاء هذه السلطات عليها.
– اضطهاد المناضلين بالاختطاف والتصفية ومن بين الضحايا الدين سقطوا في هذه الحملة: محمد ابراهيم القاضي وشباطة تركي سعيد والنقيب بربر من الجزائر ومن المغرب حدو اقشيش وعباس المساعدي وعبد السلام الخمار وعبد السلام احمد الطود خال الهاشمي الطود وعبد السلام الهاشمي الطود والد الهاشمي الطود وغيرهم من الشهداء الأبرار.
الهاشمي الطود
في شتنبر 1960 دخل الهاشمي الطود نهائيا الى المغرب ليستقر به، والتحق فيما بعد بصفوف القوات المسلحة الملكية برتبة نقيب وهي رتبة اقل من رتبة رائد التي كان يحملها آنذاك، وفي نهاية 1961 عين قاضيا للتحقيق بالمحكمة العسكرية.
سيواجه الهاشمي الطود متاعب كثيرة في مهمته داخل صفوف الجيش المغربي حيث اعتقل في 29 أكتوبر 1965 من قبل السلطات العسكرية بتهم واهية وملفقة من قبيل المشاركة في حرب فلسطين ومقابلة الزعماء العرب المشاركين في مؤتمر الدار البيضاء سنة 1965 والتعاون مع عناصر مناهضة لنظام الحماية في المغرب، والحصول على الجنسية الاسبانية، وتوزيع منشورات للضباط الشباب لإفساد عقولهم….. انتهت هذه المهزلة بعد معاناة طويلة بالحكم ببراءته.
في دجنبر 1965 التحق بالفوج 17 بقصبة تادلة، ومن 1967 إلى 1969 قاد إحدى السرايا المكلفة بحماية سد بين الويدان ضمن الفوج 17.
في 16 يوليوز 1971 بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة بالصخيرات وبينما الهاشمي الطود طريح الفراش في الثكنة العسكرية التي يعمل بها صدر أمر باعتقاله بتهمة مغادرة موقعه أثناء المحاولة الانقلابية فحاصرته الشرطة في بيته طالبة منه الاستسلام فرفض إلى أن تدخل قائد الموقع آنذاك الرائد احمد الحلو بشجاعة نادرة ففك الحصار عنه وشرح الموقف للقيادة التي ألغت قرار الاعتقال.
في شتنبر 1974 التحق الهاشمي الطود بالكلية العسكرية بمكناس مدرسا لمادتي التاريخ والتكوين المعنوي واستمر بها إلى أن تقاعد برتبة عقيد سنة 1995.
معطيات التعريف بالهاشمي الطود مأخوذة من موقع مشاعل القصر الكبير
الصور المرفقة للمقال زودنا بها الاستاذ جمال الكتابي


شهادة صحفي مغربي في حق الهاشمي الطود تكشف عن احدى المهام غير المعروفة التي اضطلع بها الفقيد
شهادة صحفي مغربي في حق الهاشمي الطود تكشف عن احدى المهام غير المعروفة التي اضطلع بها الفقيد

شهادة صحفي مغربي في حق الهاشمي الطود تكشف عن احدى المهام غير المعروفة التي اضطلع بها الفقيد

كتب الصحافي محمد أحمد عدة على صفحته الفايسبوكية تدوينة هي بمثابة شهادة في حق الراحل الهاشمي الطود، التدوينة تضمنت معلومة تُنشر لأول مرة، حسب ما جاء في تدوينة الزميل عدّة، هذه المعلومة تتعلق بكون الهاشمي كان مكلفا في وقت ما (الستينات) بمهمة مراقبة ناشطة صهيونية عملت على تهجير العديد من اليهوديات الطنجاويات الى الكيان الصهيوني، تحت غطاء تهجيرهن للعمل باحدى معامل النسيج بالبرتغال. فيما يأتي تدوينة الزميل محمد أحمد عدة كاملة:
غادرنا العقيد المجاهد سي الهاشمي الطود الرجل الذي كان يحمل خلال مرحلة الكفاح وحمل السلاح ضد المحتل وضد قوى الامبريالية، لقبا نادرا “فار الباراج” اي الفأر الذي يستطيع المرور من كل السدود والمنافذ غادرنا سي الهاشمي ولازال لكلماته نفس الصدى في الاذن والصدر هو القائل : “ماهي وثيقة المطالبة بالاستقلال هل هي بندقية او مدفع؟؟” ولازال لعبارته التي خصني بها ونشرتها ابان حديث طويل معه حول عيد الاستقلال حيث كان يسميه “عيد الاستقلاش” نفس الوقع..
في سنة 2008 وكنت حينها اشتغل محررا بإذاعة طنجة كانت الساعة تشير الى السابعة صباحا كان صباحا من صباحات طنجة الكسولة المليئة سماؤها بالغبش والفراغ.. حين دخل سي الهاشمي الى مقهى روكسي بطنجة رأيته وتقدمت منه للسلام وما ان عرفني حتى طلب من ان تناول الافطار معا.. كان رحمة الله عليه كثير الدعابة والسخرية وحاد التعليقات والملاحظة، وفي هذا الصباح الذي كنت اخاله رتيبا قلب سي الهاشمي كياني بحكاية نادرة مع توصية صارمة بعدم استغلالها في اي عمل صحفي.. اليوم اجد انه من واجبي بل ومن دواعي اعتزازي بتميزها ان اشاركها معكم..
كان سي الهاشمي في بداية الستينات مكلفا بمهمة من نوع خاص مهمة تشبه فيلما هوليوديا اقتضت انتقاله الى طنجة، حيث كان يراقب ناشطة صهيونية تقوم بتهجير ما تبقى من يهوديات طنجة نحو اسرائيل، بحجة تدبير عمل لهن في معامل للنسيج بالبرتغال، وبعد ذلك تقوم بتغيير وجهتهن نحو تل ابيب، وكان على سي الهاشمي ان يقتحم شقتها الكائنة آنذاك بالقرب من فندق رامبراند او حانة “نامبر وان”، ويصور الجوازات التي كانت تحتجزها المهجرة الصهيونية واسماء المرشحات للهجرة وانجاز تقرير حول نشاط حركة (كاديما) بشمال المغرب.. انتهى فطورنا وانتهت قصة سي الهاشمي المدهشة والمخيفة تفارقنا بعد ان ترك في داخلي سي الهاشمي الكثير من المشاعر المختلطة بين الفخر والخوف والاكبار.. التقيته مرة اخرى ونحن على القطار في اتجاه طنجة اصيلا اردت اثارة الحكاية من جديد معه وكان ذلك بحضور شخص ثالث فضغط سي الهاشمي على كفي برفق لأغير الموضوع.. اليوم وهو المسجى تعود الي نفس الاحاسيس المتناقضة مع كثير من الحزن والفخر، الحزن على فراق رجل من الكبار، والفخر ربما لانه خصني بقصة لم يحكها للكثيرين.. انت من القلائل الذين يصح فيهم قولهم .. نم قرير العين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق