الجمعة، 28 أكتوبر 2016

يوسف الطاهري: الحسن الثاني دبر عملية اغتيال بنبركة و تسلم رأسه حسب فيلم “بنبركة الهاجس″


يوسف الطاهري: الحسن الثاني دبر عملية اغتيال بنبركة و تسلم رأسه حسب فيلم “بنبركة الهاجس″..

 

يوسف الطاهري

بثت القناة الفرنسية الثالثة في مساء اليوم الأول من شهر أكتوبر الحالي شريطا وثائقيا تحت عنوان “بنبركة الهاجس″ « benbarka obsession » من إعداد الصحافي الفرنسي “جوزيف تويال” و إخراج “أوليفر بوكغو”، يتناول قضية اختطاف واغتيال زعيم المعارضة المغربية و صانع منظمة القارات الثلاث في كوبا المهدي بنبركة.

عقدين ونصف من البحث و التحقيق و التوثيق جعلت من الصحافي Josèphe Tual  مختصا في القضية اللغز المهدي بنبركة. لا يغيب عن أي نشاط مرتبط بالموضوع، و لا يفلت من أسئلته أي شخص له علاقة بالقضية. يسائل  الشخصيات الفرنسية و المغربية ذات الصلة بالموضوع، ويطرح أسئلة حول كل رواية توصل بها عن أحداث الجريمة. انتقل عدة مرات إلى المغرب من أجل الحصول على المزيد من المعلومات المفيدة في رفع اللبس والغموض عن القضية. و كلفه ذلك الحرمان من الدخول إلى المغرب، و الوقوف في سياج المحكمة متهما بالتورط في إفشاء سر مهني رفقة محامي عائلة المهدي بنبركة موريس بونان . Maurice Butin.

ظروف الاختطاف و الاغتيال

في عدة مشاهد يعود الفيلم إلى ظروف الاختطاف، حيث يقول المحرر في إحداها، أنه في يوم الجمعة 29 أكتوبر من سنة 1965 و أمام مقهى “براسري ليب” بشارع “سان جيرمان” في الحي اللاتيني بمدينة باريس، تقدم شخصين إلى المهدي بنبركة بصفتهما رجال أمن فرنسي و بعد أن أدليا ببطائق هويتهما وتحققا بأنه هو الشخص المطلوب، و بدون عنف أمتطى الجميع السيارة، و توجهوا نحو الضاحية الباريسية Fontenay-le-Vicomte حيث توجد فيلا Georges Boucheseiche الذي له سوابق عديدة في التورط في جرائم سياسية، وهناك سيستقبله “أنطوان لوبيز″ وهو من المتهمين الرئيسيين في الملف.

هل كان الكولونيل أوفقير و  الدليمي حاضرين في فيلا Georges Boucheseiche ؟ هذا هو السؤال الذي لا زال غامضا، لكن الشريط  يشك في هذه الرواية ويؤكد أنهما قدما إلى باريس 24 ساعة بعد الاختطاف، من أجل محو أثار الجريمة ثم التفاوض مع السلطات الفرنسية من أجل ضم الملف إلى أسرار الدولة.

تصريح “أنوطوان لوبيز″

يعرض جوزيف تويال” Josèphe Tual في هذا الفيلم الوثائقي ”  مجموعة من الوثائق عبارة عن أشرطة و حوارات و اعترافات، بعضها ليست جديدة على متتبعي تطورات القضية، باستثناء حوار أجري مع ” انطوان لوبيز″ Antoine lopez و الذي تهرب طوال خمسين سنة من أسئلة القضاة و الصحافيين حول دوره في عملية الاختطاف والاغتيال.

 يعترف ” أنطوان لوبيز″ بشكل من الاشكال بدوره في اختطاف المهدي و يرمي السهم في صدر الحسن الثاني بشكل مباشر، حيث صرح أن الحسن الثاني هو مدبر عملية الاغتيال، لأنه هو الذي له المصلحة في تصفيته إذ يعتبره عدوا له، و أن السلطات الفرنسية خلطت كل شيء وحملته ” اي انطوان لوبييز″ تبعات كل ما جرى.

يقول “لوبيز″ متسائلا: من الذي له مصلحة في اغتيال بنركة؟ و يجيب: إنهم المغاربة، و الحسن الثاني لعب دوره في العملية.

لوبيز رجل الاستخبارات الفرنسي السابق المتهم بإلقاء القبض على المهدي بنبركة واحتجازه  بدون شروط قانونية، وهو الوحيد من المتهمين الفرنسيين الاحياء في القضية، و قضت عليه محكمة باريس بثمانية سنوات من السجن سنة 67. و لقد كذب كثيرا وحاول نفي دوره في العملية طوال خمسين سنة، و الآن بعد أن أتت عليه الشيخوخة، لم يعد قويا لذلك تجرأ على الإدلاء بالتصريح الأخير… هكذا يعلق “جوزيف تويال” على تصريحات لوبيز.

 هذا التصريح، يجعل من الشريط أول شهادة تتهم الحسن الثاني بالتورط مباشرة في عملية الاختطاف، و كان الصحافي صرح في مقدمة الفيلم بأنه لا يمكن أن يكون قاتل بنبركة غير  الحسن الثاني، و هو الذي نظم علمية استقدام المهدي بنبركة إلى باريس للقاء بعض رجال المخابرات الفرنسية في صفة مخرجين سينمائيين يودون إنتاج فيلم حول حركة مقاومة الاستعمار عبر استعمال صحافي لم يكن يعلم بالخدعة و ما يجرى وراء اللقاء. بما يعني أن الحسن الثاني كان على علم بكل خطوات العملية من الاختطاف إلى حدود الاغتيال.

ادعاءات احمد البوخاري كاذبة

يعرض الفيلم روايات مختلفة ليست جديدة حول طريقة محو آثار جثة المهدي، و يفند ادعاء حميد البوخاري ضابط المخابرات المغربية ” DST ” في المخفر السري PF3، التي تقول إن الجثة تم تذويبها في حامض الأسيد، و من أجل المزيد من المعلومات أوفد ” Josèphe Tual دوزيف تويال” أحد أصدقائه الصحافيين ليستجوب حميد البوخاري حول تصريحين متناقضين أدلى بهما للصحافة. يقول في أحدهما إنه كان في باريس يوم اختطاف بنبركة و في آخر يقول إنه كان في باريس. و بعد محاولات التنصل و التنكر و العجز على الإجابة ثارت ثائرة حميد البوخاري وطلب من الصحافي توقيف الاستجواب ثم غادر مقعده عاضبا..

 هنا يؤكد صحافي القناة الثالثة الفرنسية أن رواية البوخاري كاذبة و لها ربما أغراضا اخرى غير الحقيقة او تم توظيفه من قبل السلطات المغربية من أجل طمس حقيقة ال PF3

أوفقير سلم الحسن رأس المهدي وتم دفنه في النقطة الثابتة رقم 3  P .F.3

من المحتمل حسب الشريط أن جثة المهدي تم دفنها في مساحة من المعتقل السريPF3   وهو معتقل في حيازة المخابرات و تحت الإدارة الفعلية لأوفقير و مراقبة ثابتة لأجهزته، و تمكن الصحافي “جوزيف تويال” بصعوبة و بتخفي زيارة المكان، و سيخصص قدرا لا بأس به من الوقت من أجل توضيح معطيات حول المعتقل ثم بجد كل المبررات للقول بأن مأت الجثث توجد تحت تراب المكان.

و في هذا الإطار أجرى حوارا مع علي بوريكات و هم واحد من الإخوة الثلاث الذين ذاقوا المعتقلات السرية و الشاهدون في قضية المختطف الحسين المانززي و مروا من PF3، و قد يكون هو المكان الذي دفنت فيه جثة المهدي وقد تم نفلها إلى هناك بعد أن التحق أوفقير و الدليمي إلى باريس اربعة وعشرين ساعة على اختطاف المهدي ومن المرجح أنهما جاءا بعد ان تسلما خبر الاغتيال جاءا من اجل التفاوض مع السلطات الفرنسية من أجل طمس الحقيقة ومن أجل محو آثار الاغتيال، عبر اغتيال شهود كانوا على علم باختطاف المهدي والمسؤولين عنه، وضمنهم الصحافي الذي نظم لقاء مع المهدي بنبركة
فرنسا، أمريكا و إسرائيل، ثلاث دول متورطة في اختطاف واغتيال المهدي بنبركة

يوحي الفيلم بأن عدد من المتورطين في القضية بدون الاستفاضة في ذلك منهم المخابرات المركزية الامريكية و الموساد الاسرائيلي و الجدير بالذكر ان صحافيان اسرائليان شهرين بعد اعتيال المهدي سيقومان بنشر حقائق تورط الموساد في عملية الاغتيال، و سيتم تصفيتهما بعد ذلك.

تورط إسرائيل محتمل قوي ذلك أن المهدي كان من الشخصيات البارزة في الدفاع عن القضية الفلسطينية على المستوى الأممي وقد كان لمداخلته في القاهرة سنة 65 حول أساليب التدخل الاسرائيلي في افريقيا أن تثير المخابرات الاسرائيلية. اما المخابرات الامريكية فكان يبدو لها بنبركة الاممي خطير على مصالحها في البلدان الافريقية و الأسيوية، خاصة وهو الذي يتنقل عبر عواصم المعسكر الاشتراكي وله علاقات وطيدة مع زعمائها. وهو إطار مؤسس لمنظمة القارات الثلاث التي ستعقد مؤتمرها الأول سنة 1966  سنة بعد اغتيال المهدي و سقف الجميع في المؤتمر دقيقة صمت ترحما على الشهيد الأممي. و يثير الفيلم علاقات المهدي ببعض الشخصيات الثورية مثل ماو تسي تونغ هوشي منه جيفارا وآخرون شكلوا شوكة في حلق أمريكا.

 في هذا الفيلم الوثائقي حضر “جيل بيرو” كاتب ” صديقنا الملك”  و الذي احدث ضجة كبيرة في فرنسا كما في المغرب سنة 1991 والذي كان له دور فاعل في تخصص الصحفي “جوزيف تويال” حول قضية المهدي بنبركة.

 في حسرة و ألم وغضب عبر الثلاث “موريس بوتان” محامي عائلة المهدي بنبركة منذل اعتياله، و “جوزيف تويال”  الصحفي في القناو الفرنسية الثالثة ثم القاضي “باتريك مانويال” على استنكارهم لهذا التماطل في رفع اللبس والغموض الذي تعرفه قضية بنبركة والذي يساهم فيه بشكل كبير السلطة الفرنسية.

 و  عبر “موريس بوتان ” عن سخط و غبن لا يقاس بما يجري في ملف المهدي بنبركة، وهو الذي بقي منذ خمسين سنة بعد اعتيال المهدي مدافعا مرافعا من أجل اجلاء الحقيقة حول اعتياله، معرضا لكل اشكال الإدانة في مغرب المخزن و في كواليس الحكم الفرنسي الذي لم يجرء على فتح تحقيق حقيقي من اجل الحقيقة حول الاغتيال و متابعة المجرمين وذلك للارتباطات المصلحية بين فرنسا والمغرب.



le journaliste Olivier Boucreux revient sur les mystères qui entourent la disparition en 29 octobre 1965 du principal opposant au roi Hassan II, ainsi que sur les nombreux obstacles politiques et judiciaires qui ont empêché la vérité de se faire jour.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق