لماذا لا يتحرَّك الشعب المغربي، وقد تحول البلدُ إلى مزبلة؟!
— 2 يوليو, 2016
مصطفى حيران
“أي شعب نحن حتى نقبل بدفن مئات أطنان النفايات الأجنبية في بلادنا، لقاء حفنة أموال بالعملة الصعبة”؟
هكذا تساءل صديقي بعدما اطلع على الأخبار المتضاربة والسجالات المتباينة في موضوع “بيع منطقة في الجرف الأصفر ضواحي مدينة آسفي لدفن 2500 طن من النفايات الإيطالية، كما أفادت بذلك بعض الصحف مؤكدة أن الأمر يتعلق ب”نفايات سامة” في حين قال بلاغ وزارة “الحيطي” أنها “غير خطرة”..
صديقي غاضب، وزاد في غضبه أن نقاشنا، طرأ نهارا وهو أبعد ما يكون عن معشوقته الأبدية: السيجارة الشقراء ووصيفتها القهوة السوداء!
سألتُ صديقي الغاضب: ماذا تريد من هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره أن يفعل؟
أجابني ساخرا: انت هو المغلوب على أمرك، أما الشعب لو كان حقيقيا وليس “افتراضيا” لقلب موازين الأمور في هذه البلاد من حالها السيء إلى الأفضل.
قلت: كيف؟
رد: ألم تر كيف أصدرت نسبة قليلة من الشعب البريطاني حكمها الحاسم، فأخرجت بلادها من عضوية الاتحاد الأوروبي، بما أربك سياسة العالم واقتصاده بأسره؟
قلتُ: نعم، لكن تقاليد الديموقراطية في بريطانيا عريقة، فهو البلد الذي ظهر فيه أول مرة نظام الاقتراع ومؤسسة البرلمان والحكومة في العالم الحديث. ثم إن استدلالك بمسألة تصويت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي نموذج سيء لآلية التقرير الجماهيري في قضية بالغة الأهمية، كان عليهم أن يصوتوا لفائدة البقاء انتصارا لقيم الانفتاح والديموقراطية وقبول التعددية في المجتمع.. إلى غيرها من القيم التي نهض عليها النظام الديموقراطي كفكرة، لا أن يصوتوا لصالح الانعزال والتقوقع الشوفيني على الذات.
عقب صديقي: نعم، ولكن العبرة بمِلكية الشعب لمصيره بيده، لا أن يكون بيد حكام يفعلون ما يريدون لدرجة بيع البلاد لتصبح مزبلة لبلدان أجنبية.
قلت مستفزا إياه: البلد الذي لا يصنع، يتحول إلى مزبلة للبلدان التي تصنع، لابد من تقسيم للعالم بين قوي وضعيف، وهذا حال الأرض والخليقة منذ الأزل، فلا تتمنى ما لا وجود له إلا في قصائد الشعر وأغاني الحالمين!
زفر صديقي بحنق: أتجد طبيعيا أن تتحول البلاد إلى مزبلة نفايات البلدان الأجنبية، وأن لا يحرك الشعب ساكنا لإعلان رفض ذلك؟
قلتُ له مُهونا: أنت رأيت فقط أطنان النفايات الإيطالية التي تقاضى عنها المسؤولون أموالا بالعملة الصعبة كي “نستضيفها” في بلادنا!
سألني: كيف؟
أجبتُ: ماذا عن “منح” أزيد من 700 ملايين سنتيم “رسميا” كل يوم لحاكم يأتي كل شهر رمضان ليفرق “قفة رمضان” على الفقراء، وماذا عن الإعلان “رسميا” عن طلب عروض من طرف وزارة الداخلية لتأثيث دار أحد العمال في مدينة فقيرة مثل سيدي إيفني بغلاف مالي لا يقل عن 360 ملايين سنتيم؟ وماذا عن رئيس حكومة يقول لشعب ما زال كثير من أبنائه يركبون البغال والحمير والطريبورطورات والهوندات والطوبيسات.. أنه لا يقبل أن يركب وزراءه سيارة “داسيا” بل “ميرسيديس” آخر صيحة؟ وماذا عن رئيس جهة معوزٌ حال أهلها مثل تافيلالت يشتري أسطول سيارات “كاط كاط” فارهة له ولمساعديه، وحينما عرَّضت به الصحف قال في تحدي: سأشتري طائرة؟!.. هل أزيدك؟
نظر صديقي إلى هاتفه النقال وسألني: “معاش غادي يوذن اليوم”؟
وبقي السؤال عالقا: لماذا لا يتحرك الشعب المغربي وقد تحول البلد إلى مزبلة؟!
“أي شعب نحن حتى نقبل بدفن مئات أطنان النفايات الأجنبية في بلادنا، لقاء حفنة أموال بالعملة الصعبة”؟
هكذا تساءل صديقي بعدما اطلع على الأخبار المتضاربة والسجالات المتباينة في موضوع “بيع منطقة في الجرف الأصفر ضواحي مدينة آسفي لدفن 2500 طن من النفايات الإيطالية، كما أفادت بذلك بعض الصحف مؤكدة أن الأمر يتعلق ب”نفايات سامة” في حين قال بلاغ وزارة “الحيطي” أنها “غير خطرة”..
صديقي غاضب، وزاد في غضبه أن نقاشنا، طرأ نهارا وهو أبعد ما يكون عن معشوقته الأبدية: السيجارة الشقراء ووصيفتها القهوة السوداء!
سألتُ صديقي الغاضب: ماذا تريد من هذا الشعب المسكين المغلوب على أمره أن يفعل؟
أجابني ساخرا: انت هو المغلوب على أمرك، أما الشعب لو كان حقيقيا وليس “افتراضيا” لقلب موازين الأمور في هذه البلاد من حالها السيء إلى الأفضل.
قلت: كيف؟
رد: ألم تر كيف أصدرت نسبة قليلة من الشعب البريطاني حكمها الحاسم، فأخرجت بلادها من عضوية الاتحاد الأوروبي، بما أربك سياسة العالم واقتصاده بأسره؟
قلتُ: نعم، لكن تقاليد الديموقراطية في بريطانيا عريقة، فهو البلد الذي ظهر فيه أول مرة نظام الاقتراع ومؤسسة البرلمان والحكومة في العالم الحديث. ثم إن استدلالك بمسألة تصويت الشعب البريطاني لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي نموذج سيء لآلية التقرير الجماهيري في قضية بالغة الأهمية، كان عليهم أن يصوتوا لفائدة البقاء انتصارا لقيم الانفتاح والديموقراطية وقبول التعددية في المجتمع.. إلى غيرها من القيم التي نهض عليها النظام الديموقراطي كفكرة، لا أن يصوتوا لصالح الانعزال والتقوقع الشوفيني على الذات.
عقب صديقي: نعم، ولكن العبرة بمِلكية الشعب لمصيره بيده، لا أن يكون بيد حكام يفعلون ما يريدون لدرجة بيع البلاد لتصبح مزبلة لبلدان أجنبية.
قلت مستفزا إياه: البلد الذي لا يصنع، يتحول إلى مزبلة للبلدان التي تصنع، لابد من تقسيم للعالم بين قوي وضعيف، وهذا حال الأرض والخليقة منذ الأزل، فلا تتمنى ما لا وجود له إلا في قصائد الشعر وأغاني الحالمين!
زفر صديقي بحنق: أتجد طبيعيا أن تتحول البلاد إلى مزبلة نفايات البلدان الأجنبية، وأن لا يحرك الشعب ساكنا لإعلان رفض ذلك؟
قلتُ له مُهونا: أنت رأيت فقط أطنان النفايات الإيطالية التي تقاضى عنها المسؤولون أموالا بالعملة الصعبة كي “نستضيفها” في بلادنا!
سألني: كيف؟
أجبتُ: ماذا عن “منح” أزيد من 700 ملايين سنتيم “رسميا” كل يوم لحاكم يأتي كل شهر رمضان ليفرق “قفة رمضان” على الفقراء، وماذا عن الإعلان “رسميا” عن طلب عروض من طرف وزارة الداخلية لتأثيث دار أحد العمال في مدينة فقيرة مثل سيدي إيفني بغلاف مالي لا يقل عن 360 ملايين سنتيم؟ وماذا عن رئيس حكومة يقول لشعب ما زال كثير من أبنائه يركبون البغال والحمير والطريبورطورات والهوندات والطوبيسات.. أنه لا يقبل أن يركب وزراءه سيارة “داسيا” بل “ميرسيديس” آخر صيحة؟ وماذا عن رئيس جهة معوزٌ حال أهلها مثل تافيلالت يشتري أسطول سيارات “كاط كاط” فارهة له ولمساعديه، وحينما عرَّضت به الصحف قال في تحدي: سأشتري طائرة؟!.. هل أزيدك؟
نظر صديقي إلى هاتفه النقال وسألني: “معاش غادي يوذن اليوم”؟
وبقي السؤال عالقا: لماذا لا يتحرك الشعب المغربي وقد تحول البلد إلى مزبلة؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق