قريبا من المافيا ...بعيدا عن الحكم
قبل اشهر تفجرت قضية تسريبات "اوراق بنما " التي عرت مآت المسؤولين السياسيين عبر العالم الذين أنشأوا شركات وهمية عبر مكتب الاستشارات القانونية "موساك فونسيكا " للتلاعب بالصفقات وتهريب الاموال والتهرب الضريبي بعيدا عن المحاسبة القانونية من بلدانهم. ضمن المافيات السياسية العالمية ظهر اسم الكاتب الخاص المكلف بتسيير ماافترسته الاسرة الملكية محمد منير الماجدي حيث ظهرت شركات ملكية تشتري وتبيع لشركات ملكية اخرى في هندسة استثمارية معاملاتية معقدة هدفها الرئيس محو آثار الجرائم المالية . تجمدت تحركات الجهات المغربية الرسمية المكلفة بفتح التحقيقات وحماية الامن الاقتصداي للبلد وصمت أذانها وأغلقت اعينها وكأنها تقول " لم اسمع لم أرى لن أتكلم " تاركة المهمة لمحامي المتهم ليصدر القرار النهائي : كل شئ قانوني وشفاف ومعاملات الملك سليمة جدا " .عكس دول الارض التي حركت آلياتها للبحث عن الحقيقة كما تنظمها قوانينها .
قبل شهر واحد نشرت "لوموند" الفرنسية تحقيقا كشفت فيه أن عملاق الاسمنت العالمي "لافارج هولسيم " كان يمنح إتاوات للتنظيمات الارهابية بسوريا لمدة تسعة اشهر مابين 2013 و2014 مقابل استمرار اشتغال مصنعها الواقع شمال سوريا . ممايعني ان أموالا ملكية كانت تشارك في تمويل تنظيم البغدادي الارهابي وتنظيمات اخرى لأن راس افعى ثروات العلويين "الشركة الوطنية للاستثمار" تمتلك نصف اسهم "لافارج هولسيم المغرب " . خلق التحقيق الضجة بفرنسا لكن الهدوء والصمت سيد الموقف في أجمل مملكة رغم ان الدولة المغربية تعتبر نفسها في طليعة بلدان العالم "المواجهة" للارهاب .
في هذا الاسبوع إكتشف المغاربة بذهول أن وزارة البيئة وقعت اتفاقية مع السلطات الايطالية بموجبها ستفرغ سفنها آلاف الاطنان من النفايات السامة لمدة ثلاث سنوات بمصنع بوسكورة للاسمنت في نفس الوقت الذي تشن فيه فجأة حملة لمنع استعمال اكياس البلاستيك من التداول. سارعت وزارة الحيطي لتكذيب خطورة النفايات ودافعت على جودة حرارتها الشديدة لتحريك توربينات المصنع دون ان تقول ماهي طبيعة الادخنة التي ستفرزها هل هي معطرة ام سامة ومامصير مايعالجه المصنع بعد الاستعمال. لكن وثائق حصل موقع "ينايري" عليها تثبت حكم ادانة المحكمة الاوربية في حق الحكومة الاوربية بسسبب نفس النفايات واضطرتها لتخزينها منذ 2008 في انتظار إيجاد بلد مزبلة لتصديرها اليه والتخلص منها مقابل اكثر من 100 مليون يورو .
المفارقة في كل هذا مرة اخرى هو ان المصنع الذي سيستعمل تلك النفايات القاتلة لينتج الثروة لمالكيه هو إحدى وحدات عملاق الاسمنت "لافارج هولسيم المغرب " الذي يمتلك فيه البزناسمان أمير المومنين محمد السادس نصف الاسهم . بمعنى سيدنا الملك إجمع فلوس والمغاربة إجمعوا الامراض من كل نوع . يالها من علاقة هاته التي تجمع الحاكم والمحكومين !!
الدولة تريد منع البلاستيك لخطورته البيئية والملك يستقبل نفايات مواد بلاستيكية خطيرة ليحرك به مصانعه ، اي منطق يقبل هذا ؟
يقال " إن رأس المال جبان ومخادع وبلا ضمير وأناني ولايعرف حدودا في اخلاقه " والحاكم يجب أن يكون غير هاته الاوصاف وحين يجمع الحاكم بين الحكم ورأس المال يصبح كائنا افتراسيا لايهمه غير الربح السريع حتى وان كان على حساب صحة وأمن ومستقبل بلده ومحكوميه ,وبذلك تنتفي عليه صفة أهليته للحكم.
تذكير أخير ...
مازال سكان إميضر جنوب شرق المغرب يعتصمون منذ خمس سنوات ضد شركة مناجم الملك التي تجفف المياه الجوفية بمنطقتهم وتنفث محركات مصنعها يوميا اطنانا من المواد السامة في هوائهم من اجل الاستمرار في استغلال اكبر منجم للفضة بافريقيا . لاتشغيل حصلوا عليه ، لاتنمية اقتصادية لمنطقتهم تحققت ، لاجهة حكومية قادرة على البحث عن حل ، لاملك الفقراء فكر يوما في ضوع حد لهاته المأساة ...
أن تهرب الاموال
أن تتهرب من أداء الضرائب
أن تساهم في تمويل الارهاب
أن تتورط في تسميم الانسان والبيئة
أن تنهب المناجم وتدمر البيئة
أن تستثمر في كازينوهات القمار
أن ..........
نصف هاته التهم لم توجه ل إسكوبار بابلو أكبر مافيوزي في القرن 20 ...
ناصر موحى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق