الأربعاء، 9 ديسمبر 2015

المعتقلات السرية بالمغرب-7-معتقل تمارة السري النقطة السوداء في تاريخ المغرب المعاصر

معتقل تمارة السري النقطة السوداء في تاريخ المغرب المعاصر
بات إسم معتقل تمارة السري التابع لجهاز المخابرات المدنية المغربية المعروفة بإختصار (ديستي)، مُقترنا بأسوء ما وصف بهما سجن أبو غريب ومعتقل غوانتانامو..؟ إذ يُمارس في هذا المُعتقل أي تمارة كل أنواع التعذيب والتنكيل والحط من كرامة المواطنين المغاربة بصفة خاصة، والمُرحلين من مُعتقل غوانتانامو في إطار ما يُسمى الرحلات السرية لجهاز المخابرات الأمريكية *سي، أي، إي* التي بدورها تقوم بترحيل مُعتقليها إلى المغرب من أجل إنتزاع إعترافات إفتراضية من المُتهمين في قضايا الإرهاب..؟ إن إستعانة المخابرات الأمريكية بنظيرتها المغربية في حد ذاته يُبين ما مدى بشاعة وخطورة ما يجري داخل دهاليز هذا المعتقل التابع للمخابرات المغربية التي لم يسلم من بطشها وجبروتها وتسلطها لا نساء ولا شِيبا أو شبابا..؟ في غياب أي مراقبة لهذا الجهاز علما أن هذا الأخير لا يخضع لأي مراقبة سواء كانت قضائية أو برلمانية.. وميزانيته شأنها شأن ميزانية القصر والمؤسسة العسكرية...

في سنة ثلاثة وسبعون تسعمائة وألف غُير إسم *الكاب واحد* إلى ما يُسمى حاليا إدارة مراقبة التراب الوطني *ديستي* الموجود مقرها العام بمدينة تمارة قرب العاصمة الرباط، وبظهير ملكي من الحسن الثاني أُسندت إليه مهمة حماية التراب الوطني لا أقل ولا أكثر من تآمر الخونة على أمن وسلامة وإستقرار البلاد.. وبما أن هذا الجهاز زاغ عن ما وُجد له.. أصبح يقوم بإختطافات وإعتقالات وتعذيب المواطنين المغاربة نظرا للصراعات السياسية أنذاك فكان بمثابة سيف الحجاج للنظام على معارضيه.. وحتى تكتمل ملامح صورته الجديدة قام الحسن الثاني بإقتراح من داهية الداخلية إدريس البصري بالموافقة على تشييد مُعتقل سري أرضي تابع لجهاز *ديستي* تحت مقر إدارته بغابة تمارة..؟ بهذه التزكية الملكية أنذاك فتحت شهية ضباط هذا الجهاز على المُستضعفين من أبناء هذا الوطن فداع صيته بالشؤم والعار وطنيا ودوليا.

عند إعتلاء محمد السادس على عرش المغرب وإنشاء المجلس الإستشاري لحقوق الإنسان وديوان المظاليم.. كان حريٌّ به أن يُباشر التحقيق في الشكايات المرفوعة من طرف عائلات ضحايا هذا المعتقل ويتدخل فعليا بإصدار ظهير ملكي بإغلاق هذا المعتقل السري ومحاكمة ضباطه المتورطين في إختطاف وتعذيب المواطنين المغاربة.. إلا أن الدولة المغربية تصر على تعنتها بتكذيب كل قُصاصة تقول أنه يُوجد معتقل سري داخل المغرب علما أن جميع الناجين من جحيم هذا المعتقل يُصرحون وبالإجماع أنهم أختطفوا ومورس عليهم التعذيب الجسدي بأشع أنواعه كما أغتصبوا من طرف ضُباط المخابرات إلا أن بعض ضحايا إغتصابهم يكتمون هذا الأمر الذي يُعد بمثابة (طابو) بالنسبة للرجل في مجتمعا..؟ ولعل من أكبر ضحايا هذا الجهاز وهذا المعتقل هم المغاربة المُعتقلين على خلفية أحداث السادس عشر من مايو ألفين وثلاثة الذي زج بهم في السجون المغربية بعد إختطافهم وتعذبهم من طرف المخابرات في هذا المعتقل المشؤوم وفبركة ملفاتهم بتواطؤ مع القضاء حيث بلغ عددهم ستة آلاف متهم وقصاصة الحكومة تزعم أن معدل الإعتقالات وصل أربعة آلاف متهم بدون وجه حق أو حجة بيِّنة... وتوالت الإختطافات بعد هذه الأحداث لتطال كل سنة فئة من المواطنين المغاربة وتقديمهم كأكباش فداء لأمريكا والإتحاد الأوروبي تحت ذريعة الإرهاب وتكوين جماعة إرهابية كانت تزعم إستهداف الغرب (...) أصبح الملف مصدر رزق بالنسبة للمسؤولين المغاربة..؟

في أبريل ألفين وسبعة قامت جريدة الأيام المغربية بإنجاز إستجواب صحفي مع وزير العدل أنذاك محمد بوزوبع وكان من بين الأسئلة التي وُجهت له من طرف الصحفية مرية مكريم هي ما مدى صحة وجود معتقل سري بغابة تمارة التابع لجهاز المخابرات..؟ فكان جواب الوزير أذكى من طارِح السؤال.. لقد توصلنا بشكايات في الموضوع فكلفنا النيابة العامة بالرباط من أجل التحقيق في الأمر فٱنتقلت هذه النيابة العامة إلى المكان موضوع الشكايات فكان مقر إداري تابع لجهاز *ديستي* ليس إلا..؟ المهم أن جواب مسؤول حكومي لا ننتظر منه الجديد فقد سبقتهم حكومات تعاقبة على المغرب جوابهم في مثل هذه الأمور كان سِيان..؟ ففي الثمانينات كانت الحكومة المغربية تنفي وجود معتقل تازمامارت رغم نظال الأشراف من أجل فضح هذا المعتقل الجحيمي على رأسهم الفرنسية كريستين زوجة أبرهام السرفاتي، وكانت المؤسسة الملكية في شخص الحسن الثاني في تصريحاته للإعلام الفرنسي تنفي وجود هذا المعتقل أي تازمامارت حتى غاية الواحد والتسعون تسعمائة وألف ثم الإعتراف به وإطلاق سراح مُعتقليه الثمانية وعشرين من أصل ثمانية وخمسون لقو حذفهم داخل المعتقل.

المفارقة والمقاربة العجيبة أن معتقل تازمامارت رغم عدم معرفة مكانه وغياب شهادات الضحايا أنفسهم ،والصمت المطبق الذي كان يلف هذا الملف الحقوقي إلا أنه بجهد جهيد من المناضلين الشرفاء تم إغلاق تازمامارت وإطلاق سراح ضحاياه... عكس ما نشهده اليوم أن معتقل تمارة، معروف مكانه وتتوفر شهادات بالصوت والصورة لضحايا هذا المعتقل وجلاديه ضباط المخابرات وللأسف لا المؤسسة الملكية ولا القضاء ولا الجمعيات والمنظمات الحقوقية إستطاعة إغلاق هذا المعتقل ومحاكمة جلاديه...؟ السؤال المطروح : من يحمي المواطن المغربي من تسلط جهاز المخابرات من هذا المعتقل وما يُمارس فيه..؟ من الجهة الرادعة لهذا الجهاز..؟

دستوريا من إختصاصات الملك أمن وحماية سلامة المواطنين والذي تنوب عنه في هذا الحق النيابة العامة في شخص النواب العامون والنواب للملك عبر مختلف المحاكم المغربية كما جاء في قوانين المسطرة الجنائية الباب الثالث أختصاصات النيابة العامة، وبما أن جهاز المخابرات يُمارس الترهيب والإختطاف على المواطنين بدون سند قانوني علما أن في عرف المخابرات ليست لها صفت الضابطة القضائية ولا الحق في الإعتقال والتحقيق وإنما يقتصر عملها على إنجاز التقارير ورفعها إلى الجهات المعنية لتأخذ كلمة الفصل فيها..؟ إذن الملك هو المسؤول الأول عن هذا الخرق السافر لحقوق المواطنين المغاربة بصفته الدستورية.. ولم يتخذ لحد الآن أي إجراء رسمي في الموضوع رغم تظلم الشعب المغربي من بطش وجبروت هذا الجهاز...؟ وصدق الشاعر عندما قال * لمن أشكي وأنت الخصم والحكم ...؟ * وتستمر المعاناة ...  
........................
 

معتقل تمارة السري

إحداثيات: 33°56′4.20″N 6°51′49.98″W
معتقل تمارة السري هو معتقل خارج نطاق القضاء و منشأة إصلاحية في المغرب واقعة في الغابة على بعد 15 كيلومتر من العاصمة الرباط. يدير المعتقل مديرية مراقبة التراب الوطني و التي هي جهاز استخبارات محلى عرف في ما سبق و حتى اليوم بختراقاته المستمرة لحقوق الإنسان , إضافة إلى الاستمرار في إعتقال, حبس و التحقيق مع الأشخاص المتهمين بتهم متعلقة بالإرهاب خارج نطاق القضاء المحلي.

التاريخ

كان أول معتقل شخص يسمى محمد مصدق بن خضراء و الذي تم احتجازه في عام 1985 حيث أمضى ثماني سنوات خارج نطاق القضاء من غير محاكمة. تم الإفراج عن بن خضراء في 1993 حيث كتب كتبا بعنوان "تازمارا 234" و الذي هو عبارة عن نحت لكلمتي تمارة وتازمامرت ( سجن آخر سيء السمعة و رمز للقمع الذي كان قائما خلال سنوات الرصاص).
خريطة توضح ما يسمى برحلات "التسليم" الغير قانونية لوكالة الاستخبارات الأمريكية

موقع أسود لوكالة الاستخبارات الأمريكية

في تقرير صادر في أغسطس/آب من 2010 عن أسوشيتد برس صرح عدد من المسؤلين الأمريكيين الحاليين و المتقاعدين أن لدى الحكومة الأمريكية تسجيلات صوتية و مرئية لرمزي بن الشيبة , أحد المسؤولين عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر, أثناء استجوابه في أحد السجون السرية في المغرب.أيضا يضيف التقرير الصادر على لسان المسؤولين الأمريكيين أن السجن يديره مغاربة بتموين من وكالة الاستخبارات الأمريكية والتي في عام 2002 سلمت بن الشيبة إلى السلطات المغربية حيث أمضى خمس شهور هناك. لا تزال المغرب ترفض الاعتراف بوجود المعتقل رغم إدعاءات محمد بنيام و الذي كان معتقل سابق في غوانتنامو. و قد اعتمدت وكالة الاستخبارات الأمريكية على المغرب كوكيل سري خلال فترة ما بعد الحادي عشر من سبتمبر.

تعذيب المعتقلين

لا يعتبر أعضاء مديرية مراقبة التراب الوطني جزء من الشرطة القضائية و لذلك ليس لهم صلاحية اعتقال و حجز المشتبه بهم. كثيرا ما يتم الإخبار عن أنماط متعددة للتعذيب و التي تشمل الضرب, تعليق الجسد في أوضاع ملتوية, التهديد بالاغتصاب أو أشكال أخرى من الانتهاك الجنسي بحق أقرباء المعتقلين من الإناث. إضافة إليه تشمل بعض الطرائق الأخرى لتعذيب إدخال أجسام كالقوارير في فتحة الشرج, الحرمان من النوم, الحرق بالسجائر و استخدام الأقطاب الكهربائية الحية على جسد الضحية. استنكرت العديد من المؤسسات الغير حكومية كمنظمة العفو الدولية و هيومن رايتس ووتش طرق التعذيب في المنشأة.
.......................

THE KINGDOM المعتقل السري بتمارة (الجزء الأول) - YouTube

https://www.youtube.com/watch?v=Kp0F-mqhDE8
18‏/04‏/2011 - تم التحديث بواسطة rachid beldi
The secret prison in temara. ... THE KINGDOM المعتقل السري بتمارة (الجزء الأول) . rachid beldi. SubscribeSubscribedUnsubscribe ...
......................
 
صورة جوية لمعتقل تمارة
على بعد 15 كليومتر من مدينة الرباط في اتجاه البيضاء يوجد معتقل تمارة، بغابة بها الكثير من الأحراش الخضراء. يسميه البعض ب”المعتقل الأخضر” وتصر الجمعيات الحقوقية المغربية والدولية بتسميته بمعتقل غونتانامو السيء الذكر.
ما قصة هذا المعتقل الأخضر؟ هل هو سري أم غير سري؟وكيف يرحب بزواره قبيل الفجر؟
معتقل تمارة: تاريخ من الآهات المكبوتة
لكل معتقل حكاية، قد يختلف معتقل تمارة عن معتقل اكدر وقلعة مكونة ومعتقل درب مولاي الشريف بكونه أقرب لروح العاصمة السياسية وسياساتها الحقوقية ولروح لعهد الجديد من أي معتقل أخر.
فحسب الحقوقي عبد الحميد أمين في تصريح لجريدة “المساء ” : ” إن هذا المعتقل سري وغير سري في الآن نفسه، سري لأنه تابع لمؤسسة استخباراتية من مؤسسات الدولة، وهي إدارة مراقبة التراب الوطني، وهو غير سري بحكم الاعتقالات التي تتم فيه خارج القانون”.
بدورها نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان تظاهرة أمام معتقل تمارة سنة 2004 للمطالبة بإغلاقه.
معتقل تمارة “السري” يطلق عليه البعض اسم غوانتانامو المغرب، فيما آخرون يسمونه بـ”السجن الأخضر” لوجوده وسط غابة بالقرب من حديقة الحيوانات، لكن يجمع كل من مر في دهاليزه بكونه معتقلا رهيبا للتعذيب يقع خارج خارطة السجون القانونية. عاد هذا المعتقل إلى الواجهة، عندما طالب فريق العدالة والتنمية بتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في أسراره الذي أصبحت له شهرة دولية بفضل الشهادات المعتقلين التي خرجت للعلن واصفة بشاعة المركز/ المعتقل/ المكان وجلاديه.
وأوضح عبد الإله بنعبد السلام، نائب رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لنفس الجريدة السابقة أن هذا المعتقل مرتبط بملفات السلفية الجهادية وأن النقاش ينبغي أن ينصب حول الأجهزة الأمنية التي تتحرك خارج الضوابط الأمنية وغير المخول لها التوقيف والاعتقال، ولكنها رغم ذلك تقوم بهذه الأعمال في حين أن دور مديرية مراقبة التراب الوطني ينحصر في تجميع المعلومات والبيانات وإمداد المصالح المعنية بها دون أن تقوم باعتقال الأشخاص
“هكذا عذبونا وانتهكوا حقوقننا”
طالب معتقلون سابقون ينتمون إلى تيارات”السلفية الجهادية” قدرت أعدادهم بألف معتقل ،( وحسب معطيات لجمعيات حقوقية مغربية ودولية أشارت إلى ما بين 2000 إلى 5000 معتقل) كانوا موزعين على عدد من السجون المغربية بعد مرور عامين على أحداث الـ16 من ماي 2003 في بيانات متعددة لهم بفتح تحقيق بشأن التعذيب الذي تعرضوا له داخل معتقل تمارة أثناء التحقيق معهم، وحرروا رسائل في كتاب من 300 صفحة بعنوان “هكذا عذبونا وانتهكوا حقوقنا…”
والذين نُقلوا إلى معتقل تمارة، اقتيدوا في بعض الحالات إليه عقب القبض عليهم مباشرة، وفي حالات أخرى، احتُجزوا أولاً في مخافر الشرطة الكائنة بالقرب من مكان القبض عليهم. وفي بعض الحالات، ووفقاً للأنباء التي تناقلتها الصحافة المغربية والعالمية، نُقلوا إلى هناك بعد أن سلمتهم سلطات أجنبية، بما فيها الباكستانية والسورية والأمريكية والموريتانية، إلى قوات الأمن المغربية
وحسب المرصد الإسلامي بلندن الذي نقل أزيد من 15 حالة تم إيداعها معتقل تمارة من بينها:
حالة محمد التوغاوي الذي اعتقل في 9/6/2003 وحمل إلى معتقل تمارة حيث مكث 10 أيام مر فيها بكل صنوف العذاب واستعمال الإبر وحبوب الهلوسة واعتقال زوجته ، وقد كان المعتقل محمد التوغاوي هاربا من حكم بالمؤبد صدر في حقه العام 84 – ضمن مجموعة الـ 26 بمراكش – وقد حوكم بـ 20 سنة سجنا.
وقد تم تسليم نور الدين نافعة من طرف المخابرات الموريتانية للمغرب آواخر 2002 م . . وقد حمل إلى معتقل تمارة حيث ظل بها رفقة زوجته 7 أشهر . . ثم نقل سراً إلى مراكش . . وبعدها أطلقوا زوجته وهي في حالة يرثى لها حيث أصيبت بانهيار عصبي. ومر المعتقل نور الدين نافعة بأصناف مختلفة من التحقيقات المهينة اللفظية والجسدية وتمت محاكمته بصفته أمير الجماعة المغربية بأفغانستان. صدر ضده حكم بـ 20 سنة سجناً .
وتم اعتقال محمد الشطبي عقب عودته من اسبانيا عام 2002 م ونقل إلى أقبية معتقل تمارة حيث قضى هناك شهرين من التعذيب بالمنع من النوم حتى أصيب بلوثة في الدماغ وانهيار عصبي وقد حوكم ضمن مجموعة يوسف فكري بعد الأحداث الدامية بالدار البيضاء .. صدر ضده حكم بالسجن 20 سنة سجنا .
كمال الشطبي تم اعتقاله في نفس الفترة التي تلت اعتقال شقيقه الأكبر .. نقل من باب سبتة إلى معتقل تمارة وظل هناك تحت سلسلة من التحقيقات النفسية والجسدية وقدم للمحاكمة بعد الأحداث وانتهت أطوار المحاكمة بإدانته بـ 20 سنة سجناً .
حسن الكرزازي اعتقل في 10/09/03 ،حوكم بعد مروره بمعتقل تمارة حيث قضى هناك اسبوعاً كاملاً من التعذيب و النفسي والجسدي ،تمت إدانته بـ 3 سنوات سجناً نافذة .
واعتقل يوسف بوغرارة في 20/06/03 بوجدة وألحق بأقبية المعاريف رفقة شقيقاته البنات .. وحوكم بـ 5 سنوات سجناً نافذة.. إلى جانب شقيقه الأكبر المعتقل من 18 ماي 2003 المكنى بلقب أبو سيف الاسلام المغربي.
بدوره اعتقل خالد حداد بمدينة تاونات في أوائل شهر يونيوعام 2003 ونقل في حالة متردية إلى ولاية الأمن حيث قضى في حلقات التعذيب 9 أيام وصلت إلى حد إجباره على شرب البول وقضاء حاجته فوق ثيابه الممزقة حسب المرصد الإسلامي بلندن وبعدها نقل إلى المخابرات بالمعتقل الرهيب ومكث به 10 أيام ذاق مرارة التعذيب والاغتصاب الجنسي وهتك عرضه بوسائل حادة. حوكم ضمن مجموعة الفرنسي بـ 20 سنة سجناً .
واعتقل محمد المعطاوي من فاس في ذروة الحملة التي شنتها المخابرات المغربية في تعقب المطلوبين في أحداث 16 ماي وقد كان المطلوب رقم 1 في فاس .. مكث بمعتقل تمارة 15 يوماً مر فيها بكل أصناف التعذيب كالطيارة – الفلقة – الشيفون حوكم ضمن ملف الفرنسي بـ 15 سنة سجناً .
واعتقل إدريس الناوري نهاية ماي 03 بالدار البيضاء ،حوكم بـ 30 سنة سجناً عقب الأحداث ماي وقد أصيب بلوثة في رأسه وكان يصيح في المعتقل ”انا صاحب الحمار،أنا البائع المتجول بعربة يجرها حمار” ،تم اتهامه بمحاولة قتل شرطي ونية القيام بقتل اليهود في الدار البيضاء .
واعتقل عبد الله رشيد عقب التفجيرات البضاء2003 وألحق بمعتقل تمارة حيث مكث هناك 10 أيام، اتهم باستعمال ” حماره ” المسمى ” عوفير ” في عملية انتحارية، صدر ضده حكم بالمؤبد في ملف مجموعة الـ 86 محاكمة البيضاء .
واعتقل مصطفى الضبط قي بداية شهر 06/2003 وقد كان من المطلوبين لدى المخابرات المغربية.. تم إيداعه مدة 6 أيام في مركز المعاريف ومنها نقل إلى سراديب تمارة حيث ذاق فيه كل المرارات من صعق بالكهرباء وضرب بالحديد واستهداف الأماكن الحساسة من جسده وقد أجبر على الاعتراف بأنه يمتلك متفجرات وبدفنها في احدى المقابرفحوكم ضمن ملف الدار البيضاء بالمؤبد.
وحمل لمعتقل تمارة عبد الرفيع حجازي استاذ ،خريج دار الحديث الحسنية ، الذي اعتقل من بيته في 07/07/2003 حيث مكث به 10 أيام ذاق فيها مرارات العذاب لصلته بالأخوين زكرياء بوغرارة ومحمد التوغاوي . صدر ضده حكم بالسجن 2 عامين والفصل من الوظيفة .
بدوره عبد اللطيف مرون مقيم في بريطانيا ويحمل جنسيتها اعتقل من المطار أثناء رحلة العودة إلى طنجة حيث ترك زوجته الانجليزية وقد مكثفي معتقل تمارة 20 يوماً، حوكم بـ 5 سنوات سجناً نافذة .
زيارة معتقلي غوانتامو لمعتقل تمارة:
نفت الجهات الرسمية المغربية بشكل قاطع أي خبر عن احتجاز مغاربة غونتانامو بمعتقل تمارة. كانت تنفي باستمرار هذا الأمر. وبعد شهور قليلة تمكنت بعض الصحف المغربية، بمساعدة معتقلين سابقين، من الوصول إلى المعتقل، وكشف مكانه، الذي لم يكن سوى مقرا للمخابرات المغربية بمدينة تمارة، القريبة من مدينة الرباط العاصمة، وسمي هذا المعتقل بالسجن الأخضر، بسبب وجوده وسط غابة صغيرة.
ومن خلال المختطفين المغاربة، الذين اختطفوا في إطار ما سمي بقضية “السلفية الجهادية”، وخرجوا شهور بعد ذلك من هذا المعتقل السري، تبين أن المعتقل يضم أيضا معتقلين قادمين من قاعدة غوانتانامو، يحتجزون في سرية تامة
وقد تأكد لأهالي المعتقلين هذه المعطيات، وبدؤوا يطالبون السلطات المغربية بالإفراج عن أبنائهم، أو تقديمهم للمحاكمة، بعد توجيه اتهامات واضحة لهم. ومن أبرز معتقلي غوانتانامو الموجودين بسجن تمارة السري، حسب تصريحات معتقلين سابقين، عبد الله تبارك، الذي وصفته الصحافة الدولية بأنه الحارس الشخصي لأسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، إذ أكد بوشعيب كرماج، وهو معتقل سابق، للصحافة المغربية، بعد الإفراج عنه من هذا المعتقل، أن عبدالله تبارك كان موجودا في مكان صنف بأنه خاص بالمعتقلين الخطرين، وهناك سمع صوت حارس ابن لادن السابق والملقب بأبي عاصم، وأنه ناداه وكلمه، وعرف من خلاله أنه قادم من غوانتانامو رفقة 22 آخرين، لانتزاع معلومات معينة منهم، تهم الجهات الأمريكية، وأنهم ليست لهم أي مشكلات مع بلدهم الأصلي: المغرب
في حين أكد أقارب سجناء آخرين من وجود أبنائهم في المغرب، بعد أن انقطعت رسائل ذويهم التي كانوا يرسلونها لهم عبر الصليب الأحمر الدولي من معتقل غوانتانامو، مما يعني انتقالهم إلى مكان آخر، مثل حالة سعيد البوجعدية، الذي تؤكد والدته وجوده بمعتقل تمارة، وطالبت بالإفراج عنه.
النهايات الحزينة في معتقل تمارة
النهايات الحزينة بفقدان الأحبة في تاريخ المعتقلات السرية بات أمر عاديا ومألوفا في تاريخ المغرب المعاصر ، تطرق إليه الناجون بأعجوبة من سراديب المعتقلات في العشرات من المؤلفات ، وخصوا قنوات أجنبية عن فظاعة تاريخ من الإعتقال مكتوب بالدم والعار،ولكن الذي لم يكن مألوفا أن يتحول معتقل تمارة إلى واحد من هذه الأقبية المخيفة ذات النهايات الحزينة ،فيما ظلت تنفي وزارة العدل والحكومة المغربية كل ما قيل عن هذا المعتقل.
فالمعتقل عبدالحق بناصر الملقب ب”مول الصباط”،اختطف مباشرة بعد أحداث 16 ماي حسب شهادات معتقلين كانوا معه في معتقل تمارة ،تم تعديبه بقساوة حتى لفظ انفاسه الأخيرة يوم26/05/2003.
نفس المصير للدكتور الشيخ محمد أبو النيت تم اختطافه يوم 17ماي2003 من بيته وبعدها بأيام قليلة عثر عليه جثة هامدة بنواحي مدينة مراكش، وقد ترك رسالة لأخوانه أنه تم اقتياده من المخابرات المغربية من مدينة تاردوانت. وتم اختطاف حسن الدارداري أحد العائدين من أفغانستان ،خمسة اشهر قبل أحداث 16 ماي سنة 2003 وظل قابعا خمسة أشهر بمعتقل تمارة،وفور خروجه لقي مصرعه في حادث سير حامت حوله الكثير من الشكوك.
صورة لمعتقل تازمامارت
عابرون من معتقل تمارة
احتجز الياس المجاطي وهو طفل بمعتقل تمارة إلى جانب والدته، ورغم نفي المخابرات المغربية بعدم اعتقال إلياس ووالدته فإن الكثير من الدلائل التي تسوقها فتيحة حسني أرملة المجاطي التي قتل في أحداث الرس بالسعودية سنة 2005 .
تقول أنه تم “اختطافها من السعودية بتاريخ 23 مارس 2003، ليتم ترحيلها الى المغرب في 20 يونيو 2003، حيث قضت تسعة أشهر في معتقل تمارة هي وابنها إلياس الذي كان عمره آنذاك 10 سنوات قبل أن يغادرا المعتقل السري في 17 مارس 2004″.
وتم القبض على لكبير الكتوبي في منـزله الكائن في الحي المحمدي في ولاية الدار البيضاء عند حوالي الساعة الحادية عشرة من ليل 20 سبتمبر 2002 على أيدي مجموعة من أفراد قوات الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية.
وُلد لكبير الكتوبي في عام 1966، يعمل نجاراً وقد زاول مؤخراً تجارة بيع الملابس. ويقول إنه اعتُقل بمعتقل تمارة قرابة 94 يوماً،تعرض خلالها لنزع ملابسه بالقوة، الإجبار على الركوع، الصفع، الإستجوابات المطولة، التعرض للركل والضرب، تكبيل بالأصفاد، عصب الأعين.
وفي 12 يوليو2003، حكمت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء على لكبير الكتوبي بالإعدام بجرم “تكوين عصابة إجرامية” و”محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار” و”محاولة التخريب عمداً لمنشآت بواسطة المتفجرات”. وهو حكم أكده المجلس الأعلى في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2003. واستُخدم المحضر الذي زُعم أنه وقعه تحت الضغط في المحكمة كدليل لإدانته. ويظل لكبير الكتوبي قابعاً في السجن.
وقبض على عبد الله المسكي، وهو يتاجر في برامج وأنظمة الحاسوب ولد في العام 1969، قُبض عليه عند قرابة الساعة العاشرة من صباح 15 يوليو 2002 من جانب مجموعة تضم حوالي ستة من أفراد قوات الأمن الذين يرتدون ملابس مدنية. ويقول إنهم أوقفوه بينما مكان متوجهاً سيراً على الأقدام من مكان سكنه في حينه، وهو منـزل عائلة زوجته ليلى الروقي في حي سيدي البرنوصي في ولاية الدار البيضاء . تم نقله لمعتقل تمارة
يصرح” اعتُقلت هناك في الحبس الانفرادي لمدة تقارب 164 يوماً”. تعرض خلالها ( للاستنطاق،التجريد من الملابس،الضرب على الرأس بالعصي، غطس الرأس بإناء مملوء بالماء،التهديد بالإغتصاب، واغتصاب الزوجة كذلك).
وفي حوالي 18 يوليو 2002، زُعم أن قرابة ستة أفراد من قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية ويستقلون سيارتين لا تحملان أية علامات وصلوا إلى منـزل عائلة ليلى الروقي. وتقول العائلة إن الرجال قدموا أنفسهم كرجال شرطة وبدؤوا بتفتيش للمنـزل ، صادروا جواز سفر عبد الله المسكي وجهاز هاتفه المحمول وجهاز حاسوب محمول وجواز سفر ليلى الروقي وبعض أقراص الحاسوب والملابس. ثم اقتيدت ليلى الروقي إلى مركز شرطة المعاريف في الدار البيضاء، حيث استُجوبت حول أنشطة عبد الله المسكي قبل الإفراج عنها.
وفي 26 ديسمبر2002، زُعم أن عبد الله المسكي أُجبر على التوقيع على وثيقة تؤكد استعداده للتعاون مع قوات الأمن عبر تزويدهم بمعلومات حول أنشطة مشبوهة ثم أُطلق سراحه. ويقول إنه كان معصوب العينين واقتيد بالسيارة إلى محطة قطارات الرباط – أكدال، ثم طُلب منه ركوب أول قطار متوجه إلى الدار البيضاء.
وألقي القبض على محمد الشادلي، وهو بنَّاء وُلد في عام 1972 ونور الدين الغرباوي، وهو بائع متجول وُلد عام 1973، في منـزليهما الكائنين في مدينة سلا عند حوالي الساعة 4,30 من فجر 17 يوليو 2002 على أيدي أفراد في قوات الأمن يرتدون ملابس مدنية. بحضورأفراد أسرة الرجلين في الوقت ذاته. وفي عدة مناسبات عقب القبض عليهما، أي في 17 و18 و19 يوليو 2002، قام أفراد قوات الشرطة فتشوا منـزليهما وصادروا بعض أمتعتهما، بما فيها كتب دينية وأشرطة كاسيت وقطع ملابس.
اعتُقلا في معتقل تمارة لمدة 10 أيام. وقالا إنه تم عصب أعينهما ووُجهت إليهما اللكمات وضُربا بالعصي على رأسيهما وأجزاء أخرى من جسديهما. تم جُردا من ملابسهما وصُب الماء البارد عليهما و ضربا بهراوات الصعق بالصدمات الكهربائية. وهدد نور الدين الغرباوي أيضاً بإمكانية الاعتداء الجنسي على زوجته، مع التوقيع على محاضر الشرطة دون السماح لهما بقراءتها.
وفي 12 يوليو 2003، أدانت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء محمد الشادلي ونور الدين الغرباوي بجرم “تكوين عصابة إجرامية” و”إخفاء أشياء متحصل عليها من جناية”. وإضافة إلى ذلك أدين محمد الشادلي بجرم “إتلاف أوراق رسمية”. وحُكم على محمد الشادلي ونورالدين غرباوي بالسجن لمدة 20 عاماً و10 أعوام على التوالي، وهما حكمان أكدهما المجلس الأعلى في 22 أكتوبر2003. والمحاضر التي زُعم أنها وُقعت تحت الضغط استُخدمت في المحكمة كدليل لأدانتهما. ويظل محمد الشادلي ونور الدين الغرباوي قابعين في السجن.
واعتقل عبد الإله الفزازي، من مواليد 10 إبريل 1976،في المطعم الذي كان يعمل فيه بطنجة عند حوالي الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 6 يونيو 2003 على يد أفراد في قوات الأمن. اقتيد أولاً إلى مركز للشرطة في طنجة، ثم في فترة لاحقة من اليوم ذاته، نُقل في سيارة لا تحمل أية علامات إلى مكان يعتقد هو أنه مقر مديرية مراقبة التراب الوطني في تمارة. اعتُقل هناك لمدة خمسة أيام.
وأبلغ محاميه وعائلته أنه خلال هذه الفترة تعرض للتعذيب طوال ثلاثة أيام متتالية.،تعرض خلالها للضرب بالقبضات والعصي وضُرب بهراوات الصعق بالصدمات الكهربائية. كما هُدد بالاغتصاب.
ثم نُقل عبد الإله الفزازي إلى السجن المحلي بسلا بانتظار محاكمته. وعندما أُحيلت القضية إلى المحاكمة في سبتمبر 2003، أثار الدفاع في المحكمة مسألة التعذيب، لكن القاضي رفض ذلك. وفي 18 سبتمبر 2003، حكمت محكمة الاستئناف في الرباط على عبد الإله الفزازي بالسجن مدة خمس سنوات بجرم “تكوين عصابة إجرامية” و”صنع المتفجرات”، من جملة تهم أخرى.
التعذيب والاعتقال السري في تمارة:
احتُجز المعتقلون السياسيون وتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة في مركز تمارة في العقود السابقة، لكن يبدو أنه اعتباراً من العام 2002 فقط بدأ المعتقل يُستخدم لاعتقال واستجواب عدد الكبير من أفراد التيارات السلفية المتعددة. وقد أجرت منظمة العفو الدولية أبحاثاً حول 20 حالة تقريباً زُعم فيها ممارسة التعذيب أو سوء المعاملة وسجلتها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان أمنسيتي ،وتلقت أنباءً تفيد أن عشرات الأشخاص الآخرين اعتُقلوا هناك في الفترة ذاتها وتعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة.
واحتُجز المعتقلون هناك لفترات تتراوح بين أسبوع وما يقرب من ستة أشهر. وعموماً يخضع المعتقلون في الأيام القليلة الأولى لجلسات استجواب (استنطاق) يتم استجوابهم خلالها حول الاشتباه في تورطهم في التخطيط لأعمال العنف المنسوبة إلى الإسلاميين أو حول صلاتهم بأشخاص آخرين متهمين بارتكاب هذه الجرائم، أو في التحريض على هذه الأعمال أو في ارتكابها. وزُعم أن العديد منهم تعرضوا للتعذيب أو سوء المعاملة خلال هذه الجلسات، في محاولة كما يبدو لانتـزاع اعترافات أو معلومات منهم أو لإرغامهم على التوقيع أو البصم على إفادات يرفضونها أو ينكرونها. وفي حالات عديدة، يتم التوقيع أو البصم على الأقوال بعد نقل المعتقل من مركز تمارة إلى مركز الشرطة، حيث يُهدد بالإعادة إلى تمارة وبممارسة مزيد من التعذيب ضده إذا رفض الانصياع.
واتخذ التعذيب أو سوء المعاملة عدداً من الأشكال خلال جلسات الاستنطاق، فبعض المعتقلين قد عُصبت أعينهم وكُبلت أيديهم بالأصفاد طوال الجلسة؛ وجُرد آخرون من ملابسهم أو عُلقوا من سقف غرفة الاستجواب في أوضاع تسبب التواءً للجسم. وذكر كثيرون أنهم تعرضوا للضرب على أجسادهم ورؤوسهم بالقبضات أو بأدوات، مثل عصا خشبية أو مسطرة معدنية. كما أشارت الأنباء إلى استخدام هراوات الصعق بالصدمات الكهربائية أوالمشحونة بالكهرباء على أجساد بعض المعتقلين، مع غطس رأس معتقل سابق يدعى عبد الله المسكي بصورة متكررة في مغسلة تحتوي على ماء.
وتم إدخال جسم مثل زجاجة، قسراً في شرج (مؤخرة)البعض، أو هُددوا بهذه المعاملة وغيرها من الانتهاكات الجنسية. ويقول البعض إنهم هُددوا أيضاً باعتقال زوجاتهم أو قريباتهن الأخريات أو باغتصابهن أو بإيذائهن جنسياً على نحو آخر. حتى أن بعض المعتقلين ذكروا أيضاً أنهم سمعوا صراخاً اعتقدوا أحياناً أنه ربما يكون صراخ إحدى قريباتهم في غرفة ملاصقة، لكنهم، خلصوا فيما بعد، عقب مغادرة معتقل تمارة والتأكد من عدم اعتقال أي من قريباتهم، إلى أن هذا ربما كان تسجيلاً قُصد به خداعهم.
وذكر المعتقلون السابقون أنهم، طوال الفترة التي أمضوها في معتقل تمارة، سواء كانت لبضعة أيام أو بضعة أشهر، احتُجزوا في الحبس الانفرادي في زنازين بدائية، تحتوي على بطانيات موضوعة على الأرضية عوضاً عن سرير، وعلى مرحاض وصنبور في إحدى زواياها. ويقولون إنهم لم يشاهدوا قط المعتقلين الآخرين، ولم يُسمح لهم بالخروج من الزنزانة للتمتع بالهواء الطلق أو ممارسة التمارين الرياضية. إضافة إلى ذلك، احتُجزوا رهن الاعتقال السري وحُرموا من الاتصال بالعالم الخارجي. وقد تصل أوضاع الاعتقال هذه بحد ذاتها إلى مستوى المعاملة القاسية أو اللاإنسانية و المهينة للكرامة الإنسان.
معتقل تمارة : الأبواب المفتوحة
لم تنتهي حكاية معتقل تمارة وزواره وجلاديه رغم تظاهر الجمعيات الحقوقية والتقارير الدولية للمنظمات الحقوقية والكتابات الصحفية الأجنبية والمغربية ، ظل خلال العقد الأخير المؤشر عن طريقة معالجة القضايا الكبرى للمغرب الحقوقي ، حيث ظلت سياسة المعتقل تزاول عملها بين الفينة والأخرى وفي الشهادات الجديدة خير مثال أن المعتقل لايزال ساري المفعول.
التطواني محمد حداد(41 سنة) قضى حسب تصريحه لجريدة البايييس الإسبانية وجرائد مغربية بقضائه 45 يوما بمعتقل تمارة ، ذاق فيها ألوانا من التعذيب من طرف الديستي سنة 2004.
بدوره خضع ميلود العياشي ، أحد مغاربة سبتة للتحقيق معه في معتقل تمارة للإشتباه به في علاقته بأحد المبحوث عنهم من طرف المغرب لعلاقته بالإرهاب. ، وثم اعتقال ميلود العياشي في معبر باب سبتة الحدودي، أثناء محاولته الدخول إلى المغرب بسيارة مرسيديس، أثبتت التحقيقات أن وثائقها مزورة وأن ملكيتها تعود لمبحوث عنه في ملف إرهابي يدعى رشيد حسين، المعروف في مدينة سبتة برشيد الوهابي الذي يرأس جمعية اسلامية تسمى” جمعية ابن الرشد”.
وكان ميلود العياشي قد قضى عقوبة حبسية بسجن ”روساليس” سنة 2008.
وعرفت مدينة طنجة في الآونة الأخيرة ،حالات اختفاء عشرة أشخاص حسب شهادات عائلات نقلتها الصحف الأجنبية والمغربية.
شبان ينحدرون من أحياء مختلفة من مدينة طنجة مثل أحياء،النصارى،الشفاء،السانية ، بوحوت.
وأوضحت أسر بعض هؤلاء أن أبناءهم تعرضوا ل”الإختطاف ويوجدون بالمعتقل السري بتمارة،إذ لم يتم اعتقالهم اعتقالا قانونيا”. وأكدت والدة الحسين عصعص(36 سنة) أنها منذ أزيد من أسبوع زار المنزل أشخاص يرتدون زيا مدنيا، وطلبوا منها لقاء ابنها الذي كان نائما، فأيقظته ورافقهم دون عودة. وقالت خديجة عصعص: “لقد علمت بعدها أن ابني اختطفته المخابرات وأنه يوجد بالمعتقل السري بتمارة”، موضحة أنه سبق أن تمت متابعته في حالة سراح منذ حوالي ثلاث سنوات في ملف في إطار قانون مكافحة الإرهاب، وتم الحكم عليه بالبراءة”
وعلمت أسرة عصعص، أن “الاختطاف طال ثلاثة من أصدقائه”، ويعمل عصعص، وهو أب لأربعة أطفال، بموقف للسيارات.
وبحومة بوحوت، اختفى أنور الفايد، البالغ من العمر 27 سنة، بعد صلاة التراويح، إذ أكد شهود عيان لأسرته أن أشخاصا بزي مدني قاموا باقتياده ووضعه في سيارة خاصة.
وأفادت الزوجة بأن زوجها بعد صلاة التراويح يوم 5 شتنبر2009 لم يعد إلى البيت، فقامت عائلته بإبلاغ أقرب دائرة أمنية، هذه الأخيرة أكدت عدم وجود الفايد في حالة اعتقال بمصالح الأمن بطنجة.
وأوضحت أن الفايد سبق التحقيق معه مرات عديدة حول تدينه واحتمال علاقته بجماعات إرهابية، غير أنه تبين أنه بريء، وأن جل وقته يمضيه في عمله كصباغ.
طي الصفحات ودروس التاريخ:
تاريخ المعتقلات في المغرب الحقوقي المعاصر،تاريخ شائب ومركب يتداخل فيه السياسي والحقوقي والأبعاد الإنسانية،فما أن يقال بطي صفحات الماضي وعناوين الصفح وجبر الضرر ورهانات عهد جديد حتى تتناسل الوقائع وتظهر في الأفق مواقع جديدة،مراكز ومعتقلات بتسميات جديدة تنهج نفس السياسات: الاختطاف، التعذيب وممارسة كل أشكال التنكيل بالمواطن المغربي.مركز أو مخفر أومعتقل تمارة واحد من هذه الأسماء الحاضرة بقوة في المشهد الحقوقي المغربي في ظل تسميات من قبيل عقد التصالح مع التاريخ والقطع مع الماضي ومع الممارسات الحاطة من كرامة الإنسان المغربي.
.....................

مُعتقل إسلاَميّ يرسُم معتقل تمارة "السريّ" ويذكر أسماء "جلّادِيه"

مُعتقل إسلاَميّ يرسُم معتقل تمارة "السريّ" ويذكر أسماء "جلّادِيه"
أقدم معتقل إسلامي يدعى هشام الربجة والمتواجد بسجن سلا 2، على رسم تخطيط لأقبية وغرف ما ادعى أنه "معتقل تمارة السري"، الذي أثار احتجاجات شعبية ودعوات حقوقية لإغلاقه، حيث اعتمد في "تصميمه" الذي خطه بيده ووقعه بدمه، على التصوير العمودي للمنشأة "السرية" التي يقول أنه اعتقل فيها لمدة 3 سنوات ونصف.
وتوضح رسالة الرسم التوضيحي، الذي توصلت بها هسبريس مرفوقة برسالة ثانية تحوي أسماء من سماهم "الجلادين"، أن مدخل "المعتقل السري لتمارة" يضم بابا كبيرا يؤدي إلى "قاعة مغطاة"، ثم باب مزدوج يؤدي إلى حوالي 22 غرفة تحتوي كل واحدة منها على نافذة ومرحاض، إضافة إلى سور كبير على شكل خندق، وبالوعات لمياه الصرف الصحي وممرات للدخول وللخروج إلى المعتقلين، وكذا حمامات وأبواب وأدراج وأشجار في جنبات المعتقل.

وتضيف رسالة الربجة، الذي يتابع تحت طائلة "قانون الإرهاب" والذي كان معتقلا بسجن مول البركي بآسفي، المُعنونة بـ"رسم تخطيطي لمعتقل تمارة السري الذي قضيت فيه محتجزا 3 سنوات ونصف من الاختطاف القصر"، أن المعتقل "السري" يتواجد في طابق سلفي ومجاور لمنازل تضم طابقين ومساحات خضراء.
وذكر المعتقل في رسالته الثانية التي عنونها "أسماء الجلادين التي كنت أسمعها بمعتقل تمارة السري.."، أسماء لمن سماهم "جلادين" قسمهم إلى 4 مجموعات، حيث ذكر أسماء من قبيل المرضي، المخ أو المختار، عبد الباقي، الشيباني، والطيارة، والصغير وعنتر وعلي، وحميد، الباكستاني وبن عبدالقادر ومحمادي، ولعمش ولحمار...
وسبق للمجلس الوطني لحقوق الإنسان أن أكد بعدم وجود لمعتقل سري بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني "الديستي" بتمارة، وذلك عقب الزيارة الاستطلاعية التي قام بها رئيس المجلس ادريس اليزمي وأمينه العام محمد الصبار، والوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، الحسن الداكي، يوم الأربعاء 18 ماي الماضي، معتبرا أن الزيارة لم تسفر عن ملاحظة أي مؤشرات تبرز أن المكان مخصص "للاعتقال خارج القانون"، في الوقت الذي أكد فيه الحسن الداكي، أنه لم يقف خلال الزيارة ذاتها على أي مكان "يمكن اعتباره معتقلا سريا" قد يستغل لارتكاب أعمال ماسة بحقوق الإنسان "كما يشاع".
من جهة أخرى، اعتبرت منظمة "العدالة للمغرب" أن رسالة هشام الربجة "تأتي للتأكيد على كذب الرواية الرسمية والتي تنكر ما يصرح به السجناء عن مكوثهم في جحيم تمارة وتعذيبهم فيها بأبشع الوسائل لنزع اعترافات تحت الإكراه"، وهو ما دفعها إلى المطالبة بفتح تحقيق "نزيه وشفاف" حول تاريخ معتقل تمارة "السري" ومحاسبة "كل المتورطين في تعذيب السجناء العزل واختطافهم بطريقة غير قانونية"، داعية إلى نقض جميع الأحكام التي استندت على اعترافات "منزوعة تحت التعذيب وتعويض المتضررين ماديا ومعنويا".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق